كتب – عبدالرحمن مصطفى
" اختيارات المرشحين اتأثرت باللي حصل
في اعتصام العباسية.. وبالذات في المناطق اللي وقع فيها ضحايا أو سكانها دخلوا في
اشتباكات مع المعتصمين ". يتحدث سمير سيد أحد سكان شارع بني فهيم مؤكدا أن
نسبة من شباب المناطق الذين تأذوا وقت أحداث العباسية يرفضون إعطاء أصواتهم لأي
مرشح يحمل خلفية إسلامية، بسبب الصدامات التي وقعت بينهم وبين الاسلاميين أثناء أحداث
أمام وزارة الدفاع. "سأعطي صوتي لأحمد شفيق أو حمدين صباحي"، يقول
عبارته ثم يتجه إلى طاولة تحمل لافتة : "اعرف لجنتك"، و هناك جلس يحي
زكريا من سكان الحي جوار مجموعة من الشباب أمام جهاز كمبيوتر لمساعدة الأهالي في
التعريف بلجانهم الانتخابية. في تلك الأثناء تقع مشادة طفيفة بين الشباب المتطوعين
و سمير سيد الذي احتج على تقديم أجندات دعائية لمحمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين لرئاسة
الجمهورية، يوضح يحي زكريا أحد المتطوعين : "هذه
ليست دعاية، ولا نجبر أحد على اختيار مرشح بعينه". يمر بعض الشباب بدراجة
بخارية ويلقون هتافات مسيئة للمرشح محمد مرسي وانصاره من الاسلاميين. في داخل
الشوارع التي شهدت اشتباكات أثناء أحداث العباسية مثل : بني فهيم، وغرب القشلاق،
والوايلية، اختفت بوسترات محمد مرسي، و أبو الفتوح لحساب مرشحين آخرين على رأسهم
حمدين صباحي وأحمد شفيق، و على واجهة إحدى المتاجر في شارع عبادة الأنصاري قرب
ميدان العباسية يرفع أحدهم بوسترات للمرشح أحمد شفيق، لم يخف عم ناصر صاحب المتجر
تأثير تلك الأحداث على اختيارات بعض سكان المنطقة قائلا: "ارتبطت صورة
الاسلاميين لدى الناس هنا بالفوضى وغياب الأمان، وهو ما جعلني أصر على اختيار شفيق،
رغم أنني كنت قد اخترته قبل شهور". يشير بإصبعه المطلي بالحبر الفوسفوري
قائلا: "مش عايزين حد يتحكم فينا". يعود سمير سيد الذي ما زال يفاضل بين
أحمد شفيق و حمدين صباحي ليتحدث عن جانب آخر موضحا: "لدينا نية أن نجتمع يوم
الجمعة القادمة بعد انتهاء الانتخابات مباشرة وسنخرج كمجموعة من أهالي وأصدقاء
الضحايا والمعتقلين .. و لدينا استعداد للتصعيد حتى نحصل على حقوقنا". هذه
الصورة ليست نهائية، إذ يتدخل ياسر طه – حاصل على ليسانس الآداب- في الحديث محاولا
اقناع صديقه سمير سيد بأن يختار حمدين صباحي بدلا من أحمد شفيق من أجل التغيير،
وتجمع الاثنان صداقة بمصطفى اسماعيل أحد قتلى العباسية، ويقول: "أنا عن نفسي
سأنتخب محمد مرسي، لكن لا يمكن إغفال أن هناك عداء من بعض سكان هذه الناحية من
العباسية تجاه المرشحين الاسلاميين، فتلك الصدامات التي وقعت بين الأهالي
والسلفيين، حملت معها الدماء والحزن، و أثارت ضغائن، حتى أنك من الصعب أن تجد
شعارا للمرشح محمد مرسي في هذه الشوارع".
No comments:
Post a Comment