من هم أتباع (الشيخ الرئيس؟)
داعمو الحملة تجاوز عددهم 100 ألف.. واللا
مركزية كلمة السر
«فى أثناء زيارتى الأخيرة للقاهرة، التقيت بعض أبناء معسكر أبوإسماعيل،
وهناك وجدت من لم يمارس السياسة من قبل، ومن يرى المستقبل بعينى الشيخ، وكلهم
مستمرون فى مشروعهم حتى النهاية»، هذا التعليق لخليل العنانى المتخصص فى شئون
الحركات الإسلامية فى جامعة «دورهام» البريطانية يصف فيه ظاهرة أبوإسماعيل ومؤيديه
ــ على حد تعبيره ــ داعيا إلى ضرورة دراسة وتفكيك هذه الظاهرة ومحاولة فهمها
لإدراك تطورات حالة المجتمع المصرى بعد الثورة. هذه الملاحظات التى وردت فى مقال
للعنانى نشر فى جريدة الأهرام ويكلى لم تشغل فقط المتخصصين، بل شغلت الرأى العام
بعد تصريحات الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل نفسه عن علاقته بمؤيديه وأنه لا يملك عليهم
أى سلطة. «هناك مبادرات شعبية، اتخذت شكل الحركات أو المجموعات تتبنى أفكار الشيخ
حازم، لكنها فى النهاية تختلف تماما عن الكيان الأساسى القديم وهو الحملة المركزية
لترشيح حازم صلاح رئيسا لمصر، إذ إنه هو الكيان الوحيد الذى يرأسه الشيخ بنفسه،
وهذا لا ينفى أن هذه الحملة قد تعاونت مع بعض المجموعات الأخرى». الحديث هنا لمعاذ
المصرى أحد قيادات الحملة التى ما زالت محافظة على ملامحها رغم استبعاد حازم صلاح
أبوإسماعيل نهائيا من سباق الرئاسة، وكان معاذ المصرى مسئول الحملة لطلاب الجامعات.
أحد بيانات الصادرة عن الشيخ حازم صلاح شخصيا أوضحت الموقف حين أعلن قبل أسابيع أنه
لم توجد فى الحملة وظيفة مدير الحملة ولا مدير الحملة المركزية ولا مسئول الحملة
ولا المتحدث الإعلامى ولا المنسق الإعلامى، وهى التعبيرات التى كان يتداولها
الإعلام لبعض مؤيدى الشيخ، وهو ما طرح تساؤلات عن شخصيات ومجموعات ارتبطت باسم
الشيخ حازم واعتبرها الإعلام ممثلة له، مثل الشيخ جمال صابر منسق حركة «لازم حازم»،
ومديرى حركة «حازمون» وغيرهم.
قبل عام تقريبا فى مايو 2011 أعلن الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل نيته الترشح
للرئاسة، لكن حملته المركزية لم تظهر بشكل حقيقى إلا فى يونيو من العام نفسه، حين
بدأت فى طلب متطوعين للعمل داخلها، وبدأت صفحة الحملة على الفيسبوك فى التواصل مع
غيرها من الصفحات الداعمة لأبوإسماعيل، حتى جاوز اليوم عدد أعضاء هذه الصفحة 550
ألف شخص، أما ما يقدره العاملون فى الحملة حاليا من متطوعين وداعمين على الأرض
فأكثر من 100 ألف شخص فى أنحاء مصر، وبعض أعضاء تلك الحملة لهم كيانات خاصة بهم مثل
«حركة طلاب الشريعة» التى ينتمى أغلبها إلى شباب الحملة المركزية السابقة، حتى أن
بعض بوسترات أبوإسماعيل الشهيرة كانت تحمل شعارهم. وبعد عدم تمكن حازم صلاح من
المنافسة على الرئاسة، أصبح كيان مثل «طلاب الشريعة» مؤخرا أكثر وضوحا فى الميدان،
حين يشارك أعضاؤه فى الاعتصامات والمسيرات، لصالح الشيخ أو لأسباب أخرى، واليوم
ينتظر من كانوا متطوعين فى مشروع الحملة للرئاسية، والمؤيدين لحازم صلاح من الحركات
الأخرى أن يعلن مشروعه القادم حتى يستعيدوا نشاطهم من جديد.
كان نوفمبر 2011 تاريخا مهما فى حياة أنصار الشيخ حازم صلاح خاصة بعد جمعة
الشريعة فى 18 نوفمبر، فما زال بعض المتابعين يتذكرون مشهد الشيخ الملتحى وهو يردد
البيعة لحازم صلاح أبوإسماعيل قائلا: «لك السمع والطاعة، فى المنشط والمكره، ما
أطعت الله فينا»، وحوله المئات يرفعون أذرعهم فى الهواء مرددين خلفه نص البيعة. فى
ذلك الوقت لم يعرف الكثيرون أن هناك مجموعات قد نشأت متأثرة بأفكار حازم صلاح
أبوإسماعيل، كما انضمت كيانات فى نفس ذلك الشهر تحت لواء «الشيخ الرئيس»، وفقا
لمقال خليل العنانى الباحث فى الشئون الإسلامية بجامعة دورهام البريطانية، وإحدى
أكبر هذه الحركات كانت «حازمون» وهى ذات اتجاه آخر، إذ إن «حازمون» ليست حملة
دعائية، بل حركة تتبنى أفكار حازم صلاح سواء كان رئيسا أم لم يصبح، فارتباطهم الأول
والأخير مع أفكاره وشعاراته.
حلم تصدير الثورة
يعرض المقداد جمال ــ عضو المكتب التنفيذى لحركة حازمون ــــ الاتجاه الذى
اختاره أفراد الحركة قائلا: «هى حركة إسلامية ثورية شبابية، لها فروع فى المحافظات
المختلفة، وقد ساندنا الحملة المركزية للرئاسة، لكن مهمتنا ليست الدعاية بقدر ما هى
نشر أفكار الشيخ التى اقتنعنا بها، والدفاع عنها، ولدينا الاستعداد أن ننقد حازم
صلاح نفسه لو وجدناه قد ابتعد عن هذه الأفكار». تلك الأفكار التى أحبها العديد من
الشباب الملتزم هى نقلة فى حياة الشاب السلفى المصرى، بين الصورة التقليدية للعالم
الفقيه وطالب العلم الشرعى، وبين صورة جديدة قدمها حازم صلاح أبوإسماعيل، إذ أنه
هنا يقوم بدور رجل السياسة ذى الخلفية الشرعية، وله برنامج وتصور، ويجيد التحدث إلى
العامة بلغة بسيطة، وهو نموذج جديد على هذه الفئة من الشباب. وتتبنى «حازمون» بشكل
واضح هذا النهج، إلى جانب تبنيها المواقف الثورية تماشيا مع نهج الشيخ أبوإسماعيل،
لكن هذه النبرة الثورية تدفع شخصا مثل المقداد جمال أن يقول: «لأننا ثوريون فنحن
نرفض أن يؤسس الشيخ حزبا ويتحول مصيره إلى حزب النور الفاشل، وإذا ما اتخذ هذه
الخطوة فسنقف ضد هذا القرار، فنحن لدينا أمل أن نكون حركة ثورية قادرة على تصدير
الثورة.. وبالطبع هذا لن يحدث إلا بنجاح ثورة يناير نفسها».
حركة «حازمون» التى ظهرت فى نوفمبر الماضى، تلاها أسماء حركات أخرى من أشهرها
«لازم حازم» التى قادها الشيخ جمال صابر فى إبريل الماضى على خلفية ما أثير فى ذلك
الوقت عن جنسية والدة أبوإسماعيل، وتصدى لهذه لقيادة حملة لازم حازم الشيخ جمال
صابر ومن معه من العناصر الفاعلة فى الحملة المركزية، لكن هناك من يراها حملة هشة
ولا ترقى إلى مستوى الحركة الشعبية.
على هذا المنوال ينقسم مؤيدو الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل إلى القسم الرئيسى
الممثل فى الكيان المتبقى من (الحملة المركزية لترشيح حازم صلاح رئيسا لمصر) وقسم
آخر على نمط «حازمون» لحركات شبابية مؤمنة بالفكر الإسلامى الثورى، ومجموعات أخرى
كانت متواجدة قبل إعلان حازم صلاح ترشحه الرئاسة، ثم انضمت لتأييده بعدها، إحدى هذه
المجموعات على سبيل المثال هو «التيار الإسلامى العام» الذى ضم 11 كيانا أعلنوا
تأييدهم للشيخ أبوإسماعيل، بعضها كيانات صغيرة، وأخرى ذات حضور أكبر مثل «الجبهة
السلفية». يقول حسام أبوالبخارى ـ المتحدث الرسمى باسم التيار الإسلامى العام: «هذه
الكيانات المكونة للتيار، أعلنت دعمها لحازم صلاح أبوإسماعيل وستشارك فى مشروعه
القادم، ولا أخفى أن أحداث العباسية الأخيرة قد أحدثت خلافات بيننا، بعد الجدل
المثار حول أهمية الاعتصام». كل هذه الكيانات لا تأتمر بأمر الشيخ، وهو ما حاول
الشيخ توضيحه فى لقائه مع الإعلامى يسرى فودة حول أحداث العباسية حين ذكر:
«المعتصمون هناك مستقلون، وليس لى عليهم من سلطان».
المقداد جمال كان ممثلا لحازمون فى «التيار الاسلامى العام»، لكنه يراه الآن
كيانا نخبويا يضم مجموعات ليس لأغلبها تمثيلا قويا على الأرض، قائلا: «نحن من يتحرك
منذ أحداث محمد محمود، ونحن من تلقفنا الأفكار الثورية ونعمل على نشرها والعمل بها،
لذا نحن مختلفون».
خريطة متشابكة
تبدو الصورة معقدة لمن يحاول فك رموز مؤيدى الشيخ حازم أو من أطلق عليهم الإعلام
«ولاد أبوإسماعيل» هناك أمور متشابكة كأن تجد على سبيل المثال فى موقع «المرصد
الإسلامى لمقاومة التنصير» على الانترنت الذى يديره المهندس خالد حربى مقالا
للمقداد جمال زميله فى «حازمون» أو أن تجد حوارا مع الدكتور حسام أبوالبخارى فى
الموقع بصفته متحدثا عن «ائتلاف دعم المسلمين الجدد»، أو أن تجد مئات الصفحات على
الفيسبوك تدعم الشيخ حازم صلاح، وبينهم من يدير أكثر من صفحة فى الوقت ذاته، وكل
هذا يصنع زخما لدى الشريحة المهتمة بدخول هذه المواقع، وتداخلا بينهم. بعيدا عن ذلك
فهناك كيانات أخرى تماما أيدت الشيخ، ليس لها صلة مباشرة بالدعوة منها على سبيل
المثال «رابطة المحامين الاسلاميين».
أما الشريحة الأخيرة من المؤيدين فتضم أفرادا مستقلين أعلنوا دعمهم للشيخ حازم،
حتى إن كان ذلك على عكس توجهات كيانات ينتمون لها، والمثال على ذلك استقالة الشيخ
حسن أبوالأشبال من الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح قبل أسابيع احتجاجا على تباطؤها
فى إعلان تأييدها لأبى إسماعيل، وكذلك أيد عدد من أعضاء حزب النور السلفى الشيخ
حازم فى الفترة الماضية، رغم التوترات فى علاقة حزب النور بالشيخ حازم. وجميع هذه
المجموعات تنتظر الآن المشروع القادم لأبوإسماعيل، حتى إن لم يكن الرئيس.
يتحدث أحمد إبراهيم الشهير بـ(بروست) بجدية عن اختياره دعم الشيخ حازم صلاح
أبوإسماعيل طوال العام الماضى، ولا ينجح بروست فى السيطرة على عينيه الزائغتين قلقا
من مفاجآت جديدة، إذ تلقى تهديدات بسبب عمله الحركى فى المسيرات والاعتصامات أثناء
أحداث العباسية وبعدها، «الناس افتكرت إنى اتحبست بعد فض اعتصام العباسية، بس
الموضوع اتحل بسرعة وخرجت».
يجلس على بعد أقل من 200 متر من مقر وزارة الدفاع بمدينة نصر، وفى هذه المرة لم
يأت معتصما مثلما كان الحال فى اعتصام وزارة الدفاع بكوبرى القبة الأخير، إذ إنه
ببساطة أحد سكان هذا المربع فى مدينة نصر، ويقول: «قبل الثورة أتذكر أنى كنت رقم 38
ألفا وكسور من الذين أعطوا توكيلات للبرادعى لتعديل الدستور فى 2010، كما شاركت فى
الجمعية الوطنية للتغيير، لكن موقف البرادعى بعد الثورة وأداؤه الانسحابى دفعنى إلى
الاهتمام بتجربة أبوإسماعيل الذى أبدى مواقف ثورية». ما يجمع البرادعى وحازم صلاح
من وجهة نظره هو «حلم التغيير».
يعمل أحمد بروست الذى جاوز الثانية والثلاثين فى مجال تكنولوجيا المعلومات،
واقترب من الشيخ حازم فى يوليو الماضى بعد بدء اعتصام 9 يوليو. «صديقى أحمد سمير ذو
ميول سلفية وعضو فى ائتلاف دعم المسلمين الجدد، وقد اندهش لهذه النقلة فى ذلك
الوقت، وقررنا أن نعمل سويا». حسبما يصف فإن تلك المرحلة كانت بداية تأسيس صفحة
«كان فين أبوإسماعيل قبل الثورة؟»، ويوضح بروست: «كان لدى نفور من أن يسطو على
الثورة من يتاجر بالدين». لكن ــ على حد قوله ــ فإن وجود برنامج انتخابى وخطة
زمنية وتوافر مواد فيلمية للشيخ حازم صلاح تعود إلى التسعينيات، جعلته يراه بشكل
مختلف، وبدأ فى دعمه بإخلاص حتى إن كان هو وأصدقاؤه ليسوا أفرادا فى الحملة
الرسمية. ويعلق: «التقيت الشيخ حازم مرتين أو ثلاثة.. فى إحداها عرضت عليه مبادرات
تتبنى دعمه، فقال: اعمل بالطريقة التى تجدها نافعة.. اقتناعى به دفعنى إلى طبع
بوستراته على نفقتى الخاصة».
يتعامل بروست مع تلك المرحلة من العام الماضى على أنها مرحلة تاريخية، إذ تطورت
صفحة «كان فين أبوإسماعيل قبل الثورة؟» إلى حركة «حازم لكل المصريين»، التى تعتمد
على الطابع الشبابى فى استخدام الفيديوهات، والتوعية فى الشارع على نمط الحركات
السياسية. أما المرحلة الأخيرة التى انتقل إليها بروست فكانت المساهمة فى تأسيس
«حركة ثوار بلا تيار» وهى إحدى أهم الحركات التى قادت المسيرة إلى وزارة الدفاع
ليلا وتدشين الاعتصام حتى تم فضه بعدها. اتهمت هذه المبادرة بأنها بتحريك من أنصار
الشيخ حازم، لكن بروست يشرح: «كان الجميع ينظر إلى أنصار أبوإسماعيل المعتصمين فى
التحرير على أنهم انتهازيون ولا يبحثون إلا عن مصلحة شيخهم، فى حين أن هناك قضايا
اعتصموا لأجلها، وفجرتها قصة أبوإسماعيل والانتخابات الرئاسية، وكان قرار عودة أحمد
شفيق إلى سباق الرئاسة مزعجا للجميع». لذا ساهم فى إبريل الماضى فى تأسيس «ثوار بلا
تيار» من شباب يؤيد الشيخ حازم، وشباب من ألتراس أهلاوى، ومجموعة من شباب الإخوان،
وشباب 6 ابريل (الجبهة الديمقراطية). كلهم كانوا فى الاعتصام إلى جوار كيانات أخرى
من مؤيدى أبوإسماعيل، يصف بروست بحماس اعتصام العباسية بأنه كان «رسالة بأنه لم تعد
هناك خطوط حمراء، وأن الحركة الاحتجاجية مستمرة».
فى صفحة «ثوار بلا تيار» على شبكة فيسبوك الاجتماعية شعار يقول: «أنا مصرى بحب
بلدى. وغير تابع لأى حزب ولا جماعة. أنا لا إخوانى ولا علمانى ولا اشتراكى ولا
سلفى. ولا ليبرالى ولا تابع لأى تيار سياسى أى حزب ولا جماعة وليس لى أى تيار
سياسى. أنا بلا تيار وقررت أنى أشارك فى مستقبل بلدى». وهكذا يصف بروست نفسه أيضا.
تلك الملامح الجادة والبنية الرياضية تقدم شخصا ذا مزاج عسكرى، وهو ما يعلق عليه
بابتسامة تكاد تكون الوحيدة التى أبداها خلال الجلسة: «والدى كان ضابطا فى القوات
الجوية، زى مبارك وشفيق، بس فيه فرق كبير». ينتقد فى حديثه سلوكيات الشباب السلفى
المحافظ الذى يطوف حول شيخ واحد، ولا يرغب فى أن يرى أبوإسماعيل مستقبليا فى مثل
هذا الموقف، موضحا أن اعتصام العباسية كان على مسئولية الثوار، لأنهم لا يأخذون
أوامر من الشيخ.
بعد حوالى عام مع الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، يجد الطريق يأخذه ناحية مزيد من
الثورة، متبنيا بعض أفكار من الشيخ حازم، دون أن يقتصر عليها.
سنحيا كرامًا من بورسعيد
على أغلب بوسترات الشيخ حازم صلاح التى غزت الشوارع قبل عدة أشهر عبارة شهيرة
تقول: «سنحيا كراما»، هذه العبارة اجتذبت محمد لهيطة فى مدينة بورسعيد كى يحولها
إلى حركة شعبية قائمة على أفكار الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، يقول عن ذلك: «ليس
ضروريا أن ألتقى الرجل وجها لوجه أو أن أكون من المقربين منه فى القاهرة حتى أقوم
بهذه المبادرة، أنا أبحث عن المشروع وليس الشخصية، وقد كنت أعمل مع زملائى فى حملته
للرئاسة، وفى بالنا أننا سنكمل كحركة شعبية، وعندما لم يتمكن الشيخ من الترشح
للرئاسة، بقينا مستمرين كما نوينا فى البداية».
لا يستطيع لهيطة أن يحدد رقما لعدد أعضاء مجموعته، فانتشارهم غير قائم على كيان
مؤسسى، الصفحة على الانترنت تضم 1000 شخص، ومجلس إدارة الحركة يضم 15 فردا هو
أحدهم، ولا يخجلون من طلب معونة إحدى المجموعات الإسلامية الأخرى فى أى نشاط يقومون
به.
يعمل محمد لهيطة فى مجال ضبط الجودة داخل مؤسسات ومصانع المدينة، كما ضمت الحركة
أبناء محافظات أخرى مجاورة، ومهمتهم نقل رسالة الشيخ حازم ورؤيته الشرعية لممارسة
السياسة، من خلال مسيرات، أو أن ينموا مجتمعاتهم عبر ورش تدريبية.
رغم تأييدهم لحق الشيخ حازم فى الترشح للرئاسة، واعتبارهم ما تعرض له محاولة
للإقصاء إلا أنهم لم يجدوا فى اعتصام العباسية وسيلة جيدة لتحقيق الأهداف المرجوة
منه، وبعيدا عن العاصمة تسير الأمور حسب قواعد أخرى، خاصة فى محافظة بورسعيد التى
تعرضت لضغوط من الجماهير فى الفترة الماضية بعد أحداث مباراة الأهلى والمصرى
الدامية، إذ يعتمد العمل على التعاون على مجموعات أخرى مثل: شباب حزب النور، وشباب
الإخوان المسلمين، و6 إبريل «الجبهة الديمقراطية» الذى يملك لهيطة أقرباء فى
داخلها، ومن هذا الاختلاط، استعارت «سنحيا كراما» فكرة رسم الجرافيتى على الجدران
للتعبير عن مواقفها. يقول محمد لهيطة عن ذلك: «فى النهاية نحن لا نخضع كحركة لفكرة
السمع والطاعة، ونؤمن باجتهادات وآراء شخص مثل حازم صلاح الذى كنا نطمح أن يكون
رئيسا، لكن الأفكار ستبقى، وهذا دورنا».
رجل السياسة الشرعية
قضى الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل فترة من حياته فى العمل العام إلى جانب نشاطه فى
الدعوة الإسلامية، وشارك منذ الثمانينيات فى تناول قضايا اتخذت الطابع الحقوقى مثل
مقاومة لائحة اتحاد طلاب الجامعات ومصادرات جريدة الأحرار. وعلى الموقع الرسمى
لحازم صلاح، يسجل محبوه اهتمامه بالعمل السياسى بدءا من مساندة والده فى حملات
ترشحه لانتخابات مجلس الشعب، إلى أن خاض التجربة بنفسه فى برلمان 2005 التى خسر
فيها أمام الوزيرة آمال عثمان.
بعض المراقبين يقارنون بين النبرة الجماهيرية التى يستخدمها أبوإسماعيل، والنبرة
الناصرية، إذ خرجت من تصريحاته «كليشيهات» وشعارات مثل: «سنحيا كراما، وأدركوا
اللحظة الفارقة». وهذا أداء جديد على شيوخ السلفية الأكثر ارتباطا بالعلم الشرعى
والدعوة، وهنا لا نتعجب حين نجد أنصار أبوإسماعيل يستخدمون لقب «الأستاذ» أحيانا
بدلا من «الشيخ». هذه الفكرة يعبر عنها الدكتور طارق عبدالحليم ـ أحد شيوخ المهجر ـ
فى مقال بعنوان: «فى السياسة الشرعية.. مثال الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل»، فهو لا
يراه رجل الفقه التقليدى ـ أو النموذج الشهير لدى الجماعة السلفية للفقيه وطالب
العلم الشرعى ـ بل يراه «رجل السياسة، المسلم صاحب العلم»، الذى يتعرض لجمهور آخر،
وغايته تختلف عن غاية الفقيه، لأنه يتحدث إلى «العامة» ولديه خطاب جماهيرى قريب من
قضايا الحركات الثورية التقليدية، بل وأعطى شرعية للعمل الحركى فى المسيرات
والاعتصامات، مع التأكيد على ضرورة تطبيق الشريعة.
الحمد لله اني وجدت بين المدونين من يتكلم بموضوعيه وفكر واعي عن الشيخ ابو اسماعيل وانصاره دون اهانه او تجريح فسواء اختلفنا او اتفقنا يجب ان نرقي بلغة الحوار
ReplyDeleteفهمت كتير من خلال هذا البوست واتمنى ان يوفق الشيخ حازم الذي استطاع ان يجمع هذا الكم من الشباب في تنفيذ مشروعه وفكره في المرحله القادمة بما يفيد البلد ويخدم الجميع وليس الاشخاص