Sunday, February 20, 2011

رسل 25 يناير .. شباب شاركوا وأعينهم على المستقبل

كتب - عبدالرحمن مصطفى
تؤمن علياء عزت بأن عليها مسئولية اجتماعية فى نقل المعرفة السليمة إلى الشارع، وأن عليها من الآن الحفاظ على مكاسب الثورة التى شاركت فيها طوال الأسابيع الماضية، وتعلق قائلة: «هو مجرد إحساس بالمسئولية الاجتماعية، لكن بعد نجاح الثورة أصبح هناك عبء آخر وهو ما أفكر فيه حاليا». تعمل علياء عزت ــ تم تغيير الاسم بناء على رغبتها ــ كصحفية فى إحدى الصحف القومية ولم يكن متاحا لها فى أى وقت أن تعبر عن آرائها طوال الفترة الماضية، كما توضح: «ليس متاحا لى كتابة مقالات الرأى، وأعمل فى مؤسسة كانت ضد الثورة فى بدايتها، وأرى أن المعركة الحقيقية كانت فى الشارع». فى يوم الاشتباك الدامى بميدان التحرير المعروف بمعركة الجمل (2 فبراير)، كانت علياء تدير معركة أخرى فى الحى الشعبى الذى تسكن فيه حين فوجئت بمنشورات مكتوبة باحترافية ضد الثورة يتم إلصاقها على أبواب المحال، وبدأت فى استكمال دورها فى الشارع، وتشرح قائلة: «نجحت فى إثناء بعضهم عن لصق المنشورات على محالهم، لكن نلت نصيبى من أحد أمناء الشرطة حين تهجم علىَّ بشكل وقح». هذه المهمة التى اختارتها علياء كانت تقوم بها أحيانا وسط محال الحى والمقاهى الشعبية وفى المواصلات العامة، لدحض الإشاعات التى كانت تذاع فى ذلك الوقت، أما اليوم فتفكر فى استراتيجيات جديدة للمرحلة القادمة. ووسط صعود نجم مجموعات الشباب من «قادة ثورة 25 يناير» حسب وصف الإعلام لهم، فإن علياء وزملاءها يكتفون الآن بأن يظلوا ضمن رُسُل الثورة المجهولين مع التأكيد على أن رسالتهم لم تنته بعد، خاصة أن المعارك لم تكن فقط فى الشارع مثلما كانت تواجهها علياء، بل أيضا على شبكة الفيسبوك الاجتماعية.. هناك كانت صديقتها عبر الإنترنت ــ جيلان الشافعى ــ طالبة الفرقة الثالثة بكلية الحقوق فى جامعة الإسكندرية تدير معركة أخرى أثناء اشتعال مدينة الإسكندرية بالمظاهرات بعد 25 يناير حتى تنحى مبارك، تقول: «رغم اشتعال الإسكندرية بالأحداث إلا أن ميدان التحرير كان أمام أعيننا وكنت على اتصال بأصدقاء هناك لنقل المعلومات، وفى الوقت نفسه كنت أدخل فى مواجهات مع غير الراضين عن الثورة». مؤخرا اكتشفت جيلان أنها فقدت نحو 7 أفراد من قائمة الأصدقاء على فيس بوك بعد نقاشات المرحلة الماضية، تقول جيلان: «ما اكتشفته أن حدة النقاش والتعنت لم تكن مع شباب الحزب الوطنى والموالين للنظام بقدر ما كانت مع الأفراد العاديين الذين أصابهم الذعر، ولم تكن الرؤية والأهداف من هذا العمل واضحة أمامهم، كانوا يكتفون بترديد عبارات دون نقاش، وهو أمر منهك حين كنت أدخل فى جدل لعدة ساعات يوميا، خاصة أن كل كلمة أكتبها فى الفيس بوك أو خبر أنقله من أصدقائى فى ميدان التحرير أو الإسكندرية كان يجتذب تعليقات ونقاشات جديدة». كانت جيلان فى العامين الماضيين قد شاركت فى أنشطة بكليتها مثل نماذج محاكاة جامعة الدول العربية والكونجرس الأمريكى، وهو ما جعلها تكون صداقات من شباب أعضاء فى الحزب الوطنى وأعضاء فى حركات احتجاجية على السواء كما انضمت إلى الوقفات التى جرت للتضامن مع قضية خالد سعيد فى الأشهر الماضية، لكن كانت النقاشات الأكثر سخونة مع أصدقائها التقليديين غير المهتمين بالسياسة، خاصة مع الإشاعات التى تم ترويجها عن المتظاهرين فى البداية. فى اعتقاد كل من علياء وجيلان أن دورهما لم ينته بعد، هذا ما يتحدثان فيه الآن عن كيفية استمرار أهداف الثورة. علياء تعلن صراحة أن تعرضها للضرب والمبيت فى الميدان وخلافاتها فى العمل ومع الجيران لا يجب أن تضيع هباء، بينما ترى جيلان أن التواصل مع الناس فى الفترة المقبلة لحمل رسالة الثورة يجب ألا يتوقف لكن بشكل مختلف. و ترى الدكتورة جيهان رشتى ــ الأستاذة فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة ــ أن محاولات بعض الشباب المتحمسين لنقل أهداف الثورة إلى من هم ليسوا على وعى بها أو إلى من ليسوا على قدر كاف من المعلومات حول ما يحدث من تغييرات، هى مهمة يشترط فيها عاملان تذكرهما: «أولهما القدرة على الوصول إلى المعلومة الصحيحة وسط ضبابية المعلومات وحدوث تسريبات أحيانا ما تكون غير حقيقية، الأمر الآخر هو مدى مصداقية هؤلاء الشباب فى المحيط الذى يقومون فيه بهذه المهمة».تلك التفاصيل لم تشغل فقط علياء عزت وصديقتها جيلان الشافعى بل كان ذلك هو السبب نفسه الذى جمع شبابا آخرين التقوا فى مجموعة إلكترونية على الفيسبوك تحت اسم «احتجاج» كانوا ينقلون عبرها تفاصيل الميدان وتوجيه إرشادات لزملائهم ودحض الإشاعات الحكومية. و بعد قرار تنحى مبارك بعدة أيام قرر بعض أعضاء المجموعة استمرار العمل للحفاظ على ما أنتجوه معا، وفى مركز دعم للتنمية التقى بعضهم للمرة الأولى. أدار أحمد بهجت- الناشط الحقوقى ــ جلسة ضمت الجميع والهدف هو ألا تضيع الروح التى جمعتهم فى الفترة الماضية، يقول: «جمعتنا مجموعة الكترونية على الفيس بوك حيث كنا نتبادل المعلومات ونتناقش ونرد الشائعات، واليوم نجلس لنفكر فى كيفية الحفاظ على نجاح الثورة». فى الجلسة الأولى، التى ضمت المرشد السياحى والطبيب والطالب والناشط الحقوقى، كان الجميع يعرضون أفكارهم ومهاراتهم وكيفية دعم الثورة وتحريك ما يحدث من تغيير عبر نشاط على الانترنت أو على أرض الواقع بالتشبيك مع المجتمع المدنى بهدف التوعية. وانقسم الحضور إلى مجموعات عمل تدير اجتماعاتها فيما بعد. وهناك العديد من المجموعات التى تتناقش الآن حول كيفية الاستمرار فى الفترة القادمة والحفاظ على مكاسب الشعب.أما علياء عزت وصديقتها جيلان الشافعى فقد اختارتا أن تديرا المرحلة القادمة حسب إمكانياتهما الفردية، اختارت علياء الصحفية ودارسة الإعلام أن تقدم للناس تفسيرات لما يحدث حولهم بشكل تطوعى، قائلة: «فى مشروع تخرجى فى الجامعة كنت أدير حملة توعية بين المقاهى الشعبية، وأثناء عملى كثيرا ما أحتك بالشارع، لذا فالأمر ليس غريبا، سأحاول أن أتواصل مع الناس داخل المقاهى أو أن أستهدف قادة الرأى فى الأحياء الشعبية لأحدثهم عن أهمية التغييرات التى تجرى الآن حتى إن كانوا لم يشاركوا فى الثورة أو كانوا ضدها.. وأن عليهم استغلال الفرصة الآن للتغيير». تراهن علياء أن صدقها هو الذى سيحكم بنجاح التجربة التى تنوى البدء فيها من الآن. أما جيلان الشافعى ــ طالبة الحقوق المقيمة فى مدينة الإسكندرية ــ فلم تفقد حماسها خاصة حين وجدت أحد زملائها يتناقش معها فى الموضوع نفسه فقررا التالى حسب عباراتها: «نحن طلبة حقوق، ونحن أولى بأن ندرك معنى تعطيل العمل بالدستور وكل تعديل يجرى عليه، خاصة حين نجد زملاء لنا يتحدثون معنا بصفتنا مرجع، وهو ما نفكر فيه الآن أن نكون على اتصال بأساتذتنا كى نفهم منهم جيدا وننقل الصورة سليمة لمن حولنا». إلى جانب هذا تنتظر جيلان العودة للجامعة بروح جديدة بعيدا عن ما كان يعيب انتخابات اتحادات الطلبة من عيوب تتمنى إصلاحها قريبا.
PDF

Friday, February 11, 2011

جدل حول الثورة في الشارع المصري

كتب – عبدالرحمن مصطفى
قد لا يلتقي هاني مصطفى – مصمم مواقع الكترونية – مع سيد عبدالله سائق التاكسي في يوم من الأيام وجها لوجه، لكنهما إن التقيا في لقاء عابر سيحمل كل منهما وجهة نظر متعارضة مع الأخرى حول استمرار اعتصام ميدان التحرير، فبينما يلخص هاني الشاب الثلاثيني موقفه قائلا: "هذا يكفي.. و ليعد المعتصمون إلى منازلهم". على النقيض يرى سيد السائق الخمسيني أن "الاعتصام يجب أن يستمر لتغيير النظام بأكمله، لأن هذا الجيل حقق ما لم تحققه الأجيال السابقة، ويجب أن ينجز الشباب مهمتهم تماما". هذين الرأيين ليسا حكرا على هاني مصطفى وسيد عبدالله بل هي حالة تسيطر على الشارع بين مؤيد ورافض لاستمرار الاحتجاجات، وهي الحالة التي بدأت تظهر مؤخرا داخل ميدان التحرير نفسه على يد المارة حين يحاول بعضهم دخول الاعتصام ومجادلة المعتصمين حول جدوى الاعتصام حتى رحيل الرئيس مبارك. اتخذ هاني مصطفى موقفه النهائي بعد حيرة على مدار الأسابيع الماضية، يشرح قائلا: "حتى الآن أشعر بالقلق، لا أعرف من يقود البلد فعلا، ولا أشعر بالأمان، يكفي أن الفترة الماضية كانت جحيما بعد انفلات الأمن، وكنا نقضي ليالي في حراسة الشوارع دون نوم، وكلها أمور لم أعتدها في حياتي.. هذه المواقف جعلتني أشعر بأن من يجلسون في ميدان التحرير لا يشعرون ببقية الناس في مصر. أنا على سبيل المثال لا أعرف إن كانت الشركة التي أعمل فيها ستتأثر في الفترة القادمة أم لا". لا ينكر هاني المكاسب التي حققها المتظاهرون في الفترة الماضية وأنه لولا تضحيتهم لما تغير المناخ العام إلى حد كبير، لكنه لا يخفي عبارات مثل: "أخشى من الانقسام والفتنة في المستقبل، والعمليات الانتقامية". نفس هذه العبارات كانت تدور في رأس سيد عبدالله سائق التاكسي الذي عاش قلقا مضاعفا بعد 25 يناير حين اضطر إلى أن يتوقف عن العمل لعدة أيام ثم العودة في ظل حظر التجوال، يضيف قائلا: "يوم الجمعة الأولى في المظاهرات كانت قنابل الغاز المسيل للدموع تمر من فوق التاكسي، وهو مشهد لم أره منذ السبعينات، في البداية لم انشغل، لكن مع ما لمسته من صبر المعتصمين هناك، وما تعرض بعضهم له من قتل وترويع، كنت أشعر بالخزي حين أسمع دعوات ترحيلهم من الميدان، وأغلب من حولي يرفضون وجهة نظري في ان هؤلاء الباب عليهم أن ينهوا مهمتهم في تغيير هذا النظام". ما ينقله سيد عبدالله من وجهة نظر هي التي جعلته يتسامح مع نجله الطالب الجامعي في الحضور إلى ميدان التحرير رغم إصراره على أن يعود الابن قبل حظر التجوال. وهي التي جعلته ينفعل في شارعه على أحد العاملين في وزارة الداخلية حين توعد المعتصمين بأن نهايتهم سوداء. حسب عبارة سيد عبدالله: "هناك نماذج في حياتنا يجب أن تختفي، ولا أمل في التعيير إلا عبر هذه الثورة". بعيدا عن تفاصيل الشارع وتحديدا في شبكة الانترنت استمر الجدل والحوار بين المؤيدين والمعارضين حول استمرار الحركة الاحتجاجية في مشهد شبيه بما يحدث داخل المواصلات العامة في المدن المصرية، وتكاد تتلخص حجة أنصار اعتصام التحرير في عبارة عبر عنها أحدهم على صفحته في فيسبوك قائلا: "لولا استمرار الاعتصام في التحرير لما أفرجوا عن وائل غنيم ولما حصلنا على بعض حقوقنا، لذا علينا أن نستمر حتى نحصل على جميع حقوقنا". يرى الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة أن ما يحدث الآن من استمرار الاعتصام في ميدان التحرير هو "حركة غضب لا نهائية، لا بد أن يتبعها التدبر العقلي والتفكير العملي حتى لا يتأثر الصالح العام". وكان الدكتور زايد في دراسة سابقة عن الثورات المصرية قد استنتج أن أغلب الثورات المصرية منذ الثورة العرابية مرورا بثورة 1919 انتهاء بثورة 52 كانت هناك فئة من المجتمع تقود الثورة نيابة عن الشعب، أما في الأحداث الأخيرة فيعلق قائلا: "عيب هذه الأحداث الأخيرة أنها بلا قيادة أو رؤية بديلة ما جعل روحها تتأثر بالفيسبوك حيث ما أسميه بالحرية السيبرية، حيث لا قيود، كذلك فهي ليست ثورة ضد احتلال أجنبي مثل الثورات السابقة، لذا ففكرة التغيير الجذري السريع أراها غير عملية، يجب أن يكون هناك تغيير تدريجي.. ومراعاة الصالح العام والفئات الأخرى من المجتمع التي قد تتضرر اقتصاديا". هذا الرأي يختلف قليلا الدكتور شريف يونس مدرس التاريخ بجامعة حلوان إذ يرى أن "انضمام فئات من العاطلين والذين على الحياد الآن قد يمارس ضغطا أكبر على السلطة، لأن هذه الثورة إذا أخمدت ستعود المؤسسات التقليدية إلى مشاكل الماضي. أما قد تسفر عنه الأيام القادمة إذا استمرت الاحتجاجات فهو إضفاء طابع ديمقراطي على المؤسسات التقليدية". ويضيف الدكتور شريف يونس أن تعامل النظام الحاكم مع الشعب هو الذي يدفع إلى مزيد من الاحتجاج، ويقول: "النظام احتقر الشعب بعدم تلبية طلب رحيل مبارك، وبما قدمه على شاشاته من تلفيق للتشنيع على الجماهير، رغم القمع فقد علم الناس من المتحضر ومن البربري في أحداث العدوان الأخيرة على المعتصمين في التحرير".
رغم اختلاف موقفهما من استمرار اعتصام التحرير إلا أن الدكتور أحمد زايد يرى أن خطورة المرحلة القادمة على المجتمع في أن ينشأ صراع النخب السياسية وتنتقل العدوى إلى الشعب وينتهي بنا الحال إلى نموذج لبنان، بينما يعبر شريف يونس عن قلقه من تمر هذه المرحلة لتغييرات شكلية ودون تحقيق مطلب المعتصمين كدليل على الديمقراطية.
وبعيدا عن جدل الشارع تستمر حملات دعم الاحتجاجات على موقع فيسبوك مثل محاكمة المسئولين عن تنظيم مسيرة تأييد مبارك البربرية للهجوم على متظاهري التحرير: ، وعلى الجانب الآخر تظهر مجموعات أصغر مثل: الشعب يريد إخلاء الميدان ليستمر الجدل حول مستقبل الاحتجاجات في المرحلة القادمة.

طردت من مسكنها بسبب اعتصامها في التحرير
لم تكن هالة غريب تدرك أنها ستواجه الطرد من شقتها إلى الشارع بسبب اعتصامها في ميدان التحرير، تقول هالة : "منذ بداية يوم 25 يناير وأنا في الميدان دون قلق حتى يوم الأربعاء 2 فبراير حين حدث تحول في الموقف وظهر أنصار مبارك في منطقة وسط البلد.. هنا تبدل الموقف تماما". تقطن هالة في إحدى العمارات التاريخية في منطقة وسط البلد حيث تعمل وتدرس هناك بعيدا عن عائلتها الموجودة خارج مصر، وفي بداية الأحداث لم تواجه أي مشاكل حتى بعد أن نبهها حارس العقار إلى أن صورتها قد ظهرت على صفحات إحدى الصحف المستقلة من داخل الاعتصام، وحسب عبارتها فإنه "كان متفهما لموقفها في البداية ومتقبلا لزيارة زميلاتها في المنزل". لكنها واجهت في اليوم التالي مباشرة مجموعة من أصحاب المحلات المجاورة وأعضاء لجان الحماية الشعبية يطالبونها بعدم الصعود إلى شقتها المؤجرة وتم تخوينها هي وزملائها واتهامهم بالعمالة، تشرح ذلك قائلة: "لم يكتفي المتجمهرين بالتهديد بل اعتدى أحدهم عليَّ وبدأوا جميعا في التشنيع علي أخلاقياتي رغم أنني طوال الفترة الماضية لم أكن مثار شك أبدا أثناء مشاركتي إيجار الشقة مع فتاتان أجنبيتان رحلتا مؤخرا إلى بلديهما". وأثناء اتخاذ إجراءات طرد هالة من الشقة المؤجرة ادعى بعض المتجمهرين حولها أنهم من الشرطة وحاولوا التحفظ على جهاز الكمبيوتر الشخصي (لابتوب) مدعين أنها تملك أجهزة تشويش وشككوا في مصريتها. تقول هالة: "منذ ذلك اليوم وأنا أقضي الوقت بين ميدان التحرير ومنازل صديقاتي مع أهلهن خاصة مع عجزي عن التصرف في أجواء نقص الموارد المالية وحظر التجوال". تركت هالة الأجهزة الكهربائية التي اشترتها في الفترة الماضية لمالك الشقة الذي تحفظ على ممتلكاتها وأعاد إليها مبلغ شهر التأمين ناقصا. ولم تجد وسيلة للانتقام من مالك الشقة على تصرفه سوى بالدخول إلى مجموعة شهيرة على شبكة فيسبوك تعلن عن شقق الإيجار للأجانب في مصر وأبلغت عن تصرف مالك الشقة المؤجرة معها، وبعيدا عن هذا تعلق قائلة: "الشيء الوحيد الذي أنساني كل ما أنا فيه هو أجواء الأمل الموجودة في ميدان التحرير التي أنستني وجود مثل هذه النماذج البغيضة التي طردتني من مسكني".
PDF

Thursday, February 10, 2011

هيكل: المؤسسة العسكرية هي الضامن الوحيد لنقل الروح الجديدة للفترة المقبلة

استكمل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل طرح رؤيته عن الفترة الحالية بعد 25 يناير الماضي في حوار مع الكاتب الصحفي فهمي هويدي أذاعته قناة الجزيرة الفضائية مساء أمس الأربعاء. وبدأ هيكل حديثه بالتعليق على انهيار النظام الذي كان موجودا قبل 25 يناير رغم تأكيدات أصحاب الشأن قبلها بأن هناك قبضة قوية من أجهزة الدولة والبوليس والحزب الحاكم وهو ما اتضح انه كان مجرد أكذوبة. وذكر أن "كل وسائل القمع قد ذابت حين واجه النظام حركة تفوق قدرته". وفي تفسيره لما حدث بعد يوم 25 يناير ذكر أن كل الذين خرجوا في اليوم الأول كانوا بين 60 إلى 70 ألف من الشباب الذين تجاسروا في حركتهم لكن المفاجأة كانت حين انضمت لهم كتلة كبيرة من الجماهير تقدر بالملايين وانضم الشعب المصري لهذه الإرادة لإتمام عمل ثوري كامل.
واستبعد الكاتب الكبير أن يتم تغيير خطاب السلطة بشكل حاد بعد هذه الأحداث، إذ يرى أنها ليست مفاوضات بين طرف منتصر وآخر مستسلم ومن الصعب مطالبة نظام كامل أن يرحل فيستجيب، بل هناك مسيرة تعمل لإنضاج الثورة قائلا: "نحن في أوائل مسيرة طويلة شاقة للشباب، والعالم كله أدرك هذا" كما نوه إلى أن العالم العربي ما في ترقب ومتابعة لنظام فقد ادعاءاته في أنه مسيطر تماما على الموقف، ويجب أن يعترف بقوط النظام الجديد.
وأكد أن الشباب لن يعود عن ثورته إلا إذا شعر أن روح عصره هي المسيطرة وان هناك إجراءات لتنفيذ رغباته مستبعدا أن يكون الحديث عن تشكيل لجان لوضع صياغات قانونية أو تأسيس لجان من متطوعين للوساطة هو الحل، لأنه لم يعد هناك مجال لترميم النظام الماضي.
وعوّل الكاتب الكبير على من اسماهم بالرباعي العسكري وهم السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية والفريق احمد شفيق رئيس الوزراء والمشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة المصرية والفريق سامي عنان رئيس الأركان الجيش مشددا على أن المؤسسة العسكرية هي الضامن الوحيد الآن لنقل الروح الجديدة إلى الفترة القادمة.
وفي تفسيره لحالة الفوضى التي أصابت مصر في الفترة الماضية وإن كانت متعمدة أم لا، رأى الكاتب الكبير أن النظام قد تعمد إذاعة الفوضى على أمل التأثير في الأغلبية الصامتة، لكن مع الانفلات الذي صاحب هذه الفوضى لم يعد هناك مجال للسيطرة على الموقف بشكل كامل مع اختلال النظام لأن كل طرف يتصرف حسبما يعرف.
وفي سؤال من الكاتب فهمي هويدي حول إن كان النظام قد سقط بالفعل مع فقد أدواته من شرطة وحزب حاكم أم انه سيستمر بأشكال أخرى، وأجاب الكاتب الكبير أنه حين انهارت أدوات النظام لم تبقى في مصر قوة سوى قوة الشباب والكتل المتضامنة معه من الجماهير، وأضاف أنه في تاريخ الثورات يبدأ الحدث في مشهد أشبه بإشعال عود كبريت لكن التحول المتوقع هو "عملية تاريخية كبرى" ضاربا المثل بالثورة الفرنسية التي استمرت "تفاعلاتها الثورية" لسبع سنوات مؤكدا على أن ما سيحدث في المرحلة القادمة هو عملية نضج وإنضاج للثورة لأن ما مضي لا يمكن ترميمه، مع الأخذ في الاعتبار أن إيقاع الزمن أصبح أسرع بكثير .
وحذر الكاتب الكبير من أن تطل الأحزاب القديمة على المشهد وان تقحم الأجيال الكبير نفسها في هذه الثورة التي قادها الشباب بروح العصر رغم أنهم كانوا يعرفون ما سيلاقونه، في مفارقة مع أن الشرطة نفسها كانت تستخدم نفس الأدوات لكن بمفهوم آخر يعتمد على الخطف والقبض على الشباب، وأضاف أن عبقرية ثورة الشباب أنها تصرفت بتلقائية شدت اهتمام العالم كله.
وذكر هيكل أنه كان قبل 25 يناير بأيام قليلة يواجه بعبارات في حق الشعب المصري من نوعية "مفيش أمل فينا" وان البعض كان يرفع من شأن الثورة التونسية على أنها نتجت عن ذهن يعتنق انه "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر" بينما نردد هنا في مصر "مدد مدد .. شدي حيلك يا بلد" وأن الصحف والدوائر الرسمية كانت تردد "نحن مختلفون عن تونس"،وأوضح أن ما حدث في تونس هو ضغطة زناد لما حدث في مصر، وان الاختلاف في مصر هو أنها بلد ذات تأثير اكبر وأن العالم يتابع ما يحدث فيها.
PDF

Tuesday, February 1, 2011

مبادرات وسط الاعتصام

كتب – عبدالرحمن مصطفى
بين آلاف المعتصمين في ميدان التحرير بوسط القاهرة اختارت مجموعات من الشباب حل مشاكل المعتصمين هناك، وذلك بتوفير وسائل المعيشة والتوعية والرعاية الطبية. اختارت سلمى صلاح أن تبحث عن الشباب الموثوق فيهم كي يشاركوها مع زملائها ذلك العمل التطوعي. تقول سلمى: " تقوم المبادرة على توفير متطوعين موثوق فيهم في دوائر جغرافية متفرقة وسط الاعتصام للإبلاغ عن احتياجات المعتصمين المعيشية والطبية". بعد تلك الخطوة يتبادل الجميع أرقام الهواتف التي تصب في النهاية في قيادة واحدة تشترى وسائل المعيشة من المتبرعين أو توصل المصابين إلى مستشفيات بعينها تقبل رعاية المصابين. في نفس الدائرة المحيطة بسلمى تشرح نيرمين نزار الفكرة قائلة : "بدأ الأمر بشكل عفوي نتيجة مناقشات حول ما تعرض له المعتصمون في الفترة الماضية". تلك المبادرة التي تصدت لها هذه المجموعة كانت تقابلها مبادرة أخرى في الجهة المقابلة من الميدان، تقول عنها مروة فاروق : "علمنا فيما بعد أن هناك آخرون يسيرون على نفس الدرب". أما المجموعة التي تتابعها مروة فلا تكتفي فقط بتوفير الإعاشة من طعام وشراب، فحسب عبارتها: "الناس بتصرف نفسها في الأكل والشرب، فيه حاجات تانية مهمة مع غياب مصادر المعلومات". المبادرة التي تهتم بها مروة الآن قامت بشكل عفوي واتجهت إلى عمل من نوع آخر. تضيف قائلة: "هناك أمران آخران، وهما تشكيل إذاعة داخلية عبر الميكروفونات يتحدث عبرها شخصيات عامة وتوضح مطالب المعتصمين وتردد الهتافات، ونحرص على أن تمثل هذه الإذاعة المبسطة اتجاهات سياسية متنوعة، كي لا تكون محسوبة على تيار بعينه". وسط الاعتصام وبعيدا عن الإذاعة الداخلية تتشكل بعض الدوائر من الشباب يتصدرها ناشطون يحاولون فتح النقاش حول ما يحدث حولهم، ويتحدثون عن أمانيهم، ويعرض بعضهم مواهبه في الشعر والتمثيل والخطابة من اجل التعبير عن وجهة نظرهم. وبعيدا عن موقع الاعتصام يتابع مالك مصطفى من موقعه نشاط آخر ذي صلة، إذ يعمل مالك من موقعه في منطقة وسط البلد كعضو للجنة الإعاشة في مركز هشام مبارك الحقوقي، ويتابع ما يحتاجه المعتصمون من وسائل إعاشة من بطاطين وطعام ومياه وأدوية، يقول مالك : "أحيانا ما يأتينا أحد المتبرعين فنوجهه لمحلات كي يشتري ما يجده مناسبا لدعم المعتصمين". حسبما يؤكد مالك فإن الفترة الماضية كانت القضية الأهم فيها هي الاهتمام بصوت المصابين ومن يتعرضون له من عنف بشكل عام سواء داخل مناطق التظاهر والاعتصام أو خارجها. يضيف مالك: "هناك أمر آخر نهتم به وهو محاولة نفي الإشاعات التي تتردد وسط غياب المعلومات وإيصال المعلومات الصحيحة إلى المعتصمين عبر نشطاء حتى لا تضطرب الأمور".
PDF