Wednesday, July 28, 2004

خبر في صفحة الحوادث

كان الجو حارا, والعرق يتصبب من جبينه بالرغم من وجود أجهزة التكييف داخل محطات مترو الأنفاق. بدأت حرارة الجو في إثارة عصبية البعض, أما هو.. فقد وقف في هدوء ينتظر مجيء المترو. في أثناء ذلك, لفت نظره لفتاة ممتلئة القوام, ترتدي الجينز الأزرق الضيق, مع تلك البلوزة الصفراء التي أبرزت كافة مفاتنها, معها شاب مفتول العضلات بدا له كواحد من أولئك الذين يعتمدون على الأحماض الأمينية و المقويات التي تجعل عضلاتهم متورمة هكذا. استفزه منظر جلوس الفتاة ذات الملابس المثيرة مع الشاب في انسجام, حتى أنهما لم يهتما لأمر مجيء المترو, بينما انحشر صاحبنا بين الناس أثناء تدافعهم لدخول عربة المترو.
وفي أثناء انتظار سماع تلك الصفارة التي تسبق غلق أبواب المترو.. تلتقي عيناه بعيني الفتاة , يغمز لها بعينه وهو يبتسم ابتسامة باهتة.. تحاول أن تتجاهله.. ويزحف التوتر على ملامحها. كانت أبواب المترو قد بدأت في الانغلاق, في الوقت الذي لاحظ فيه الشاب مفتول العضلات ما يقوم به صاحبنا مع رفيقته، وفي ثوان قليلة.. كان أمام عربة المترو التي بها صاحبنا.. يسبه ويلعنه.
ولما كانت أبواب جميع عربات المترو قد أغلقت, فقد دفع ذلك صاحبنا إلى الاستئساد في وجه رفيق الفتاة, وكلاهما وراء زجاج باب عربة المترو.. فقام بعمل إشارات غير لائقة بيديه و أصابعه للشاب مفتول العضلات.
- ده لو مسكك حيبهدلك
عبارة وجهها له الرجل المسن الواقف بجواره, والذي كان متابعا للموقف منذ البداية.. زادت تلك العبارة من توتر صاحبنا, الذي تصنع عدم الاكتراث. ولم يطمئنه إلا إحساسه بأن المترو قد بدأ في التحرك. حينئذ فقط حدث أمر من النادر أن يحدث.. توقف المترو الذي لم يسير إلا مسافة لن تتخطى المترين بأي حال من الأحوال.. و الأدهى من ذلك, أنه و بعد فترة قصيرة.. تُفتَح أبواب المترو, والتي كانت إحداها مغلقة على قدم أحد الركاب, مما دفع زوجة هذا الراكب التي انهارت لهذا المنظر إلى استخدام الزر الأحمر الخاص بحالات الطوارىء.
هذا ما ذكره الخبر الذي نشر في صفحة الحوادث لإحدى الصحف, تحت عنوان (علقة ساخنة لشاب يعاكس فتاة بصحبة خطيبها), كانت العلقة الساخنة من نصيب صاحبنا, و الذي ضُرب على يد بطل الجمهورية في المصارعة نتيجة قيام المجني عليه بمعاكسة خطيبته الحسناء. بعد أن فُتحت أبواب المترو..!
ــــــــــــــــــــــــ

No comments:

Post a Comment