لا سبيل سوى التضامن في وجه الامتحانات
كتب – عبدالرحمن مصطفى
أمام كمبيوتر شخصي تجلس مجموعة من الشباب محدقين في الشاشة حيث تظهر صورة تمثال من العصر القديم، يبدأ الجميع في إطلاق تعبيرات من نوعية "انسيابية الشكل"، و"البؤرة البصرية" وذلك أثناء تعليقهم على صورة العمل الفني، جميعهم من طلبة السنة الأولى في المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، في فترة الامتحانات يديرون يوميا مجموعة للمذاكرة استعدادا لكل امتحان. في داخل المشهد الذي يضم الجميع في كافيتيريا معهد الفنون الشعبية المجاور يطرح أحمد طارق الجالس إلى جوار الكمبيوتر سؤالا.. "شايفه إيه يا مصرية؟؟" موجها سؤاله إلى زميلته مصرية بكر، ثم يدور السؤال بين أفراد الدائرة بهدف التحريض الذهني على النقد وإبداء الآراء، وهكذا الحال مع كل مادة. توضح مصرية بكر طريقة مذاكرتهم بقولها: "كلنا خضنا تجربة الدراسة في كليات من قبل، أنا على سبيل المثال كنت أكتفي بالملازم وحضور محاضرات في مراكز خاصة قبل امتحاناتي في كلية التجارة، لكن الواقع هنا مختلف.. نحن ندرس 18 مادة تعتمد على النقد وعرض وجهة نظرك، وعلى حضور ذهنك". تكونت هذه الجلسة قبل امتحانات الترم الأول وآتت ثمارها ما دفعهم إلى استكمالها في الترم الثاني خاصة مع توطد علاقات الصداقة طوال الأشهر الماضية، تلوح مصرية بذراعيها في أداء استعراضي انتزع ابتسامات زملائها "أنا على سبيل المثال محبة للباليه والرقص، هذا هو دوري في التحدث عن هذا الفرع قبل امتحان المادة، بينما يقوم أحمد اليوم بتناول أعمال تشكيلية بحكم اهتمامه الصارخ بهذا المجال".
الاختلاف الذي يميز هذه المجموعة في أكاديمية الفنون عن أي مجموعة دراسية أخرى في مراحل التعليم المختلفة أن أغلبهم حاصلين على شهادات جامعية بالفعل من جامعات مختلفة، بل وخاص بعضهم تجربة المذاكرة الجامعية من قبل. "ريّان" حسبما يناديه أصدقاؤه هنا كان طالبا أزهريا لسنوات وانتقل من جامعة الأزهر إلى المعهد مؤخرا وحسب تعبيره : "لم أعرف وسيلة للمذاكرة طوال حياتي قبل الامتحانات سوى المذاكرة الجماعية، كنا نقسم المنهج علينا ويشرح كل واحد جزء، لكن الآن الوضع مختلف، نحن نتبادل الآراء، ولا نحاضر لبعضنا البعض". زميله حسن سعيد الذي خاض تجربة أكثر تميزا في الحصول على شهادته الجامعية من خارج مصر ألقى بتعليق متهكم قائلا :"أنا عن نفسي دي أول سنة أذاكر فيها أصلا"، لا يخفي حسن لغته الساخرة أثناء المذاكرة تخفيفا من حدة توتر الامتحانات المتلاحقة، حيث يمتحن الطلبة يوميا عدا يوم الجمعة . أثناء الجلوس بين أفراد المجموعة وأثناء طرح تحليلاتهم النقدية وتبادل الآراء والمعلومات يمكن ملاحظة تقسيم الأدوار التي تبناها كل فرد في هذه "الشلة" بدء من شراء "الكشري" وقت الغداء، مرورا بالدعم النفسي لمن يمر بالضيق، انتهاء بكتابة المادة العلمية على الكمبيوتر، هذا التآلف يخفي تفاصيل أخرى حول تجربة المذاكرة في مجموعة كهذه، فبين صخب المجموعة تجلس هداية في ركن مبدية بعض التحفظ قليلا والمشاركة الجادة في فترات أخرى، قبل انضمامها إل المعهد حصلت على ليسانس الآداب في اللغة الانجليزية بعد أربع سنوات دراسية لم تعرف فيها فكرة الدراسة في مجموعات، وتعلق هداية على ذلك بقولها : "بصراحة.. كنت أفكر في عدم إكمال الدراسة مع المجموعة، لأني لم أكن معتادة على الفكرة، كما أن كل شخص منا في النهاية سيكتب رأيه هو، لا أجد ميزة سوى تبادل المعلومات، والتدريب الذهني الذي نمارسه هنا، وهو أهم جزء في دراستنا".
المذاكرة في مجموعة حسبما ترى الدكتورة سهير الجيار- أستاذ أصول التربية بكلية البنات جامعة عين شمس – فكرة لا تصلح إلا في فترات التحصيل النهائي للمراجعة وتبادل وجهات النظر والمعلومات، وتضع الدكتورة سهير الجيار بعض القواعد التي قد تسهم في إنجاح المذاكرة الجماعية، تقول : "يجب ألا يزيد عدد أفراد المجموعة عن أربع أفراد منعا للتشتت، كذلك فهي ممارسة قد لا تصلح في كافة التخصصات حيث لا بد أن يكون التخصص الدراسي معتمدا على فكرة النقاش وعرض وجهات نظر مختلفة". أما النقطة التي رأت أنها قد تعيق عمل المجموعة بشكل مباشر فهي اختلاف سمات الشخصية لدى المشاركين حيث توضح : "قد تضم المجموعة الكسول، والانطوائي والأناني، كل هذا قد يعرقل عمل المجموعة، خاصة أننا لسنا هنا تحت إدارة شخص تربوي متخصص يقيس هذه الأمور ويحاول علاجها". هذه الملحوظة الأخيرة أكدها أعضاء مجموعة معهد النقد الفني فإلى جانب وجود عوامل تجمعهم، فهناك من لم تعجبه الفكرة وهناك من كان يطمح في تحضير ملخصات جاهزة، وهو ما حاول "ريّان" شرحه: "لاحظت شيء مؤسف بين الطلبة الآن، وهي .. النفسنة، بصراحة هناك من يحاول إحباطك والتقليل من محاولاتك في الاجتهاد، بل وتدمير نفسيتك قبل الامتحانات، ولا أعرف ما سبب هذا؟" بعض الطلبة يمرون حول المجموعة ليستمعوا دون أن يشاركوا، والمشاكل الأخرى تذكرها هداية التي تكتشف أن البعض يحاول تبديل أماكن الكتب في المكتبة كي يضلل زملاؤه، هنا تتحول هذه المجموعة إلى ما يشبه مجموعة الدعم وليست فقط مجموعة مذاكرة تجتمع في الامتحانات، توضح مصرية ذلك : "احنا في النهاية أصحاب، بنروح سينما مع بعض، وناكل، ونخرج، ونذاكر مع بعض". أحيانا ما تنتقل جلسات المذاكرة إلى منزل حسن سعيد حيث يستضيف "ريّان"، وأحمد طارق، بينما يتواصلون مع مصرية وهداية على الانترنت، حيث يسمح الماسنجر بصنع اجتماع افتراضي على الانترنت، وهنا تظهر مهارة حسن في عرض ملفات موسيقية على الجميع عبر الانترنت، ويبدأ في تحليلها معهم، لأنه الأكثر اتصالا بعالم الموسيقى.
هذه المجموعة التي جمعتها الامتحانات أصبحت حاضنة لمجموعة من محبي المسرح والأدب والموسيقى والفن التشكيلي، تركوا شهادتهم التقليدية وأصروا على البحث عما يحبونه في معهد النقد الفني.
كتب – عبدالرحمن مصطفى
أمام كمبيوتر شخصي تجلس مجموعة من الشباب محدقين في الشاشة حيث تظهر صورة تمثال من العصر القديم، يبدأ الجميع في إطلاق تعبيرات من نوعية "انسيابية الشكل"، و"البؤرة البصرية" وذلك أثناء تعليقهم على صورة العمل الفني، جميعهم من طلبة السنة الأولى في المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، في فترة الامتحانات يديرون يوميا مجموعة للمذاكرة استعدادا لكل امتحان. في داخل المشهد الذي يضم الجميع في كافيتيريا معهد الفنون الشعبية المجاور يطرح أحمد طارق الجالس إلى جوار الكمبيوتر سؤالا.. "شايفه إيه يا مصرية؟؟" موجها سؤاله إلى زميلته مصرية بكر، ثم يدور السؤال بين أفراد الدائرة بهدف التحريض الذهني على النقد وإبداء الآراء، وهكذا الحال مع كل مادة. توضح مصرية بكر طريقة مذاكرتهم بقولها: "كلنا خضنا تجربة الدراسة في كليات من قبل، أنا على سبيل المثال كنت أكتفي بالملازم وحضور محاضرات في مراكز خاصة قبل امتحاناتي في كلية التجارة، لكن الواقع هنا مختلف.. نحن ندرس 18 مادة تعتمد على النقد وعرض وجهة نظرك، وعلى حضور ذهنك". تكونت هذه الجلسة قبل امتحانات الترم الأول وآتت ثمارها ما دفعهم إلى استكمالها في الترم الثاني خاصة مع توطد علاقات الصداقة طوال الأشهر الماضية، تلوح مصرية بذراعيها في أداء استعراضي انتزع ابتسامات زملائها "أنا على سبيل المثال محبة للباليه والرقص، هذا هو دوري في التحدث عن هذا الفرع قبل امتحان المادة، بينما يقوم أحمد اليوم بتناول أعمال تشكيلية بحكم اهتمامه الصارخ بهذا المجال".
الاختلاف الذي يميز هذه المجموعة في أكاديمية الفنون عن أي مجموعة دراسية أخرى في مراحل التعليم المختلفة أن أغلبهم حاصلين على شهادات جامعية بالفعل من جامعات مختلفة، بل وخاص بعضهم تجربة المذاكرة الجامعية من قبل. "ريّان" حسبما يناديه أصدقاؤه هنا كان طالبا أزهريا لسنوات وانتقل من جامعة الأزهر إلى المعهد مؤخرا وحسب تعبيره : "لم أعرف وسيلة للمذاكرة طوال حياتي قبل الامتحانات سوى المذاكرة الجماعية، كنا نقسم المنهج علينا ويشرح كل واحد جزء، لكن الآن الوضع مختلف، نحن نتبادل الآراء، ولا نحاضر لبعضنا البعض". زميله حسن سعيد الذي خاض تجربة أكثر تميزا في الحصول على شهادته الجامعية من خارج مصر ألقى بتعليق متهكم قائلا :"أنا عن نفسي دي أول سنة أذاكر فيها أصلا"، لا يخفي حسن لغته الساخرة أثناء المذاكرة تخفيفا من حدة توتر الامتحانات المتلاحقة، حيث يمتحن الطلبة يوميا عدا يوم الجمعة . أثناء الجلوس بين أفراد المجموعة وأثناء طرح تحليلاتهم النقدية وتبادل الآراء والمعلومات يمكن ملاحظة تقسيم الأدوار التي تبناها كل فرد في هذه "الشلة" بدء من شراء "الكشري" وقت الغداء، مرورا بالدعم النفسي لمن يمر بالضيق، انتهاء بكتابة المادة العلمية على الكمبيوتر، هذا التآلف يخفي تفاصيل أخرى حول تجربة المذاكرة في مجموعة كهذه، فبين صخب المجموعة تجلس هداية في ركن مبدية بعض التحفظ قليلا والمشاركة الجادة في فترات أخرى، قبل انضمامها إل المعهد حصلت على ليسانس الآداب في اللغة الانجليزية بعد أربع سنوات دراسية لم تعرف فيها فكرة الدراسة في مجموعات، وتعلق هداية على ذلك بقولها : "بصراحة.. كنت أفكر في عدم إكمال الدراسة مع المجموعة، لأني لم أكن معتادة على الفكرة، كما أن كل شخص منا في النهاية سيكتب رأيه هو، لا أجد ميزة سوى تبادل المعلومات، والتدريب الذهني الذي نمارسه هنا، وهو أهم جزء في دراستنا".
المذاكرة في مجموعة حسبما ترى الدكتورة سهير الجيار- أستاذ أصول التربية بكلية البنات جامعة عين شمس – فكرة لا تصلح إلا في فترات التحصيل النهائي للمراجعة وتبادل وجهات النظر والمعلومات، وتضع الدكتورة سهير الجيار بعض القواعد التي قد تسهم في إنجاح المذاكرة الجماعية، تقول : "يجب ألا يزيد عدد أفراد المجموعة عن أربع أفراد منعا للتشتت، كذلك فهي ممارسة قد لا تصلح في كافة التخصصات حيث لا بد أن يكون التخصص الدراسي معتمدا على فكرة النقاش وعرض وجهات نظر مختلفة". أما النقطة التي رأت أنها قد تعيق عمل المجموعة بشكل مباشر فهي اختلاف سمات الشخصية لدى المشاركين حيث توضح : "قد تضم المجموعة الكسول، والانطوائي والأناني، كل هذا قد يعرقل عمل المجموعة، خاصة أننا لسنا هنا تحت إدارة شخص تربوي متخصص يقيس هذه الأمور ويحاول علاجها". هذه الملحوظة الأخيرة أكدها أعضاء مجموعة معهد النقد الفني فإلى جانب وجود عوامل تجمعهم، فهناك من لم تعجبه الفكرة وهناك من كان يطمح في تحضير ملخصات جاهزة، وهو ما حاول "ريّان" شرحه: "لاحظت شيء مؤسف بين الطلبة الآن، وهي .. النفسنة، بصراحة هناك من يحاول إحباطك والتقليل من محاولاتك في الاجتهاد، بل وتدمير نفسيتك قبل الامتحانات، ولا أعرف ما سبب هذا؟" بعض الطلبة يمرون حول المجموعة ليستمعوا دون أن يشاركوا، والمشاكل الأخرى تذكرها هداية التي تكتشف أن البعض يحاول تبديل أماكن الكتب في المكتبة كي يضلل زملاؤه، هنا تتحول هذه المجموعة إلى ما يشبه مجموعة الدعم وليست فقط مجموعة مذاكرة تجتمع في الامتحانات، توضح مصرية ذلك : "احنا في النهاية أصحاب، بنروح سينما مع بعض، وناكل، ونخرج، ونذاكر مع بعض". أحيانا ما تنتقل جلسات المذاكرة إلى منزل حسن سعيد حيث يستضيف "ريّان"، وأحمد طارق، بينما يتواصلون مع مصرية وهداية على الانترنت، حيث يسمح الماسنجر بصنع اجتماع افتراضي على الانترنت، وهنا تظهر مهارة حسن في عرض ملفات موسيقية على الجميع عبر الانترنت، ويبدأ في تحليلها معهم، لأنه الأكثر اتصالا بعالم الموسيقى.
هذه المجموعة التي جمعتها الامتحانات أصبحت حاضنة لمجموعة من محبي المسرح والأدب والموسيقى والفن التشكيلي، تركوا شهادتهم التقليدية وأصروا على البحث عما يحبونه في معهد النقد الفني.
عادات وتقاليد المذاكرة
منبهات وقهوة
"ممكن أشرب خمس كوبايات قهوة في يوم واحد" الجملة لفاروق عادل طالب الفرقة الأولى بقسم الإعلام في جامعة حلوان، لا يخفي أن أسرته تقف ضد فكرة تعمد السهر بشرب القهوة والمنبهات لكنه يقول : "لم يعد لدى بدائل". قبل عام واحد فقط كان فاروق عادل طالبا في الثانوية العامة ودشن مدونة تحمل تفاصيل حياة طالب ثانوي، يقول اليوم : "ورثت عن هذه الفترة فكرة الانقطاع عن النوم لعدة أيام وأتذكر أنني خسرت الكثير من الدرجات في امتحان الرياضيات بسبب عدم التركيز وقلة النوم"، اليوم الوضع مختلف عن المرحلة الثانوية، حيث لا يعرف كثيرا عن المنهج و"الأجزاء المحذوفة" و"الأجزاء المهمة" سوى قبل الامتحانات بأسبوعين وهو ما يراه أصعب قليلا عن وضوح المرحلة الثانوية، لا يخفي فاروق أن هذه الأجواء القلقة قد تدفعه إلى القهوة والمنبهات رغم تجربته المؤلمة في الثانوي.
الملخصات هي الحل
إبراهيم محمد طالب الفرقة الثالثة بحقوق عين شمس تختلف عاداته بحكم اختلاف نمط حياته حيث يعمل في متجر أسرته طوال السنة، لا يظهر حول الجامعة سوى قبل الامتحانات بأسابيع قليلة، يقول : "أحصل على المذاكرات، وأعرف المنهج، وأجلس مع أصدقائي للمذاكرة سويا"، في أوقات الامتحانات يكون حسب تعبيره "أكثر هدوءا عن بقية الطلبة حيث أن متحقق بالفعل في عمله" حتى مع قلة النوم، بل يكون أكثر ثباتا و"شياكة".. لأنه لا يجد داعي للقلق
المذاكرة في السرير
من الصعب الوصول إلى تفاصيل عادات المذاكرة إلى الدرجة التي حققتها شبكة فيسبوك الاجتماعية حيث كانت متنفسا لهؤلاء الذين أرادوا أن يشاركوا الآخرين هذه الجزئية من حياتهم، في إحدى صفحات الإعجاب في الفيسبوك انضم أكثر من 2700 شخص تحت هذا العنوان: المذاكرة في السرير ♥ I Love Studying In Bed ♥، الصفحة التي دشنت قبل ثلاثة أشهر فقط اعتمدت على توجيه رسائل ساخرة في فضل المذاكرة في السرير، وصور على نفس النمط اجتذبت تعليقات المجهدين من المذاكرة، أحدهم يقول ساخرا : "فعلا المذاكرة كأن فيها تنويم مغناطيسي"، ومع قرب الامتحانات أصبح مدير الصفحة المجهول أكثر جدية حيث كتب في واجهة الصفحة دعاء تقربا إلى الله.. وفيما يبدو أن تجربة المذاكرة في السرير لم تكن مجدية معه ولم يعد يجوز عليه الآن سوى الدعاء
حلاقة الشعر
قبل أسابيع قليلة فقط كان أيمن طالب الصف الثالث الثانوي - في إحدى المدارس الخاصة - محافظا على قصة شعره التقليدية "سبايكي"، لكن على مدار الأسابيع الماضية تحولت القصة التي أهمل العناية بها إلى كرة شعر كبيرة يحملها على رأسه في حاجة إلى حلاقتها، يقول بوضوح : "مش هحلق إلا بعد الامتحانات"، المفارقة أن بعض أصدقائه لم يختلف مظهرهم، ومنهم من احتفظ بطريقة حلاقة شعره نمرة 1 دون أي تأثر بالامتحانات.
الأكل الكتير
في صفحة "لكل اللى بياكلو كتير أيام المذاكرة" كانت رسالة مؤسس الصفحة واضحة في الآتي : " احنا لاحظنا إن أيام المذاكرة بناكل كتير.. فقولنا نعمل البيدج دى نشوف كام واحد زينا... انت بتاكل كتير ايام المذاكرة؟". الحصيلة النهائية لهذه الصفحة هي حوالي 230 مشترك، بعضهم سجل تعليقاته على الفكرة وعلى عادة "الأكل المفرط" أثناء المذاكرة، تعلق إحداهن "أنا بفش خلقي في الشيبس والشوكولا"، ولا تخفي صورتها ملامح البدانة، بينما يدخل بعض المرور لتسجيل حالته الآن وماذا يأكل
"ممكن أشرب خمس كوبايات قهوة في يوم واحد" الجملة لفاروق عادل طالب الفرقة الأولى بقسم الإعلام في جامعة حلوان، لا يخفي أن أسرته تقف ضد فكرة تعمد السهر بشرب القهوة والمنبهات لكنه يقول : "لم يعد لدى بدائل". قبل عام واحد فقط كان فاروق عادل طالبا في الثانوية العامة ودشن مدونة تحمل تفاصيل حياة طالب ثانوي، يقول اليوم : "ورثت عن هذه الفترة فكرة الانقطاع عن النوم لعدة أيام وأتذكر أنني خسرت الكثير من الدرجات في امتحان الرياضيات بسبب عدم التركيز وقلة النوم"، اليوم الوضع مختلف عن المرحلة الثانوية، حيث لا يعرف كثيرا عن المنهج و"الأجزاء المحذوفة" و"الأجزاء المهمة" سوى قبل الامتحانات بأسبوعين وهو ما يراه أصعب قليلا عن وضوح المرحلة الثانوية، لا يخفي فاروق أن هذه الأجواء القلقة قد تدفعه إلى القهوة والمنبهات رغم تجربته المؤلمة في الثانوي.
الملخصات هي الحل
إبراهيم محمد طالب الفرقة الثالثة بحقوق عين شمس تختلف عاداته بحكم اختلاف نمط حياته حيث يعمل في متجر أسرته طوال السنة، لا يظهر حول الجامعة سوى قبل الامتحانات بأسابيع قليلة، يقول : "أحصل على المذاكرات، وأعرف المنهج، وأجلس مع أصدقائي للمذاكرة سويا"، في أوقات الامتحانات يكون حسب تعبيره "أكثر هدوءا عن بقية الطلبة حيث أن متحقق بالفعل في عمله" حتى مع قلة النوم، بل يكون أكثر ثباتا و"شياكة".. لأنه لا يجد داعي للقلق
المذاكرة في السرير
من الصعب الوصول إلى تفاصيل عادات المذاكرة إلى الدرجة التي حققتها شبكة فيسبوك الاجتماعية حيث كانت متنفسا لهؤلاء الذين أرادوا أن يشاركوا الآخرين هذه الجزئية من حياتهم، في إحدى صفحات الإعجاب في الفيسبوك انضم أكثر من 2700 شخص تحت هذا العنوان: المذاكرة في السرير ♥ I Love Studying In Bed ♥، الصفحة التي دشنت قبل ثلاثة أشهر فقط اعتمدت على توجيه رسائل ساخرة في فضل المذاكرة في السرير، وصور على نفس النمط اجتذبت تعليقات المجهدين من المذاكرة، أحدهم يقول ساخرا : "فعلا المذاكرة كأن فيها تنويم مغناطيسي"، ومع قرب الامتحانات أصبح مدير الصفحة المجهول أكثر جدية حيث كتب في واجهة الصفحة دعاء تقربا إلى الله.. وفيما يبدو أن تجربة المذاكرة في السرير لم تكن مجدية معه ولم يعد يجوز عليه الآن سوى الدعاء
حلاقة الشعر
قبل أسابيع قليلة فقط كان أيمن طالب الصف الثالث الثانوي - في إحدى المدارس الخاصة - محافظا على قصة شعره التقليدية "سبايكي"، لكن على مدار الأسابيع الماضية تحولت القصة التي أهمل العناية بها إلى كرة شعر كبيرة يحملها على رأسه في حاجة إلى حلاقتها، يقول بوضوح : "مش هحلق إلا بعد الامتحانات"، المفارقة أن بعض أصدقائه لم يختلف مظهرهم، ومنهم من احتفظ بطريقة حلاقة شعره نمرة 1 دون أي تأثر بالامتحانات.
الأكل الكتير
في صفحة "لكل اللى بياكلو كتير أيام المذاكرة" كانت رسالة مؤسس الصفحة واضحة في الآتي : " احنا لاحظنا إن أيام المذاكرة بناكل كتير.. فقولنا نعمل البيدج دى نشوف كام واحد زينا... انت بتاكل كتير ايام المذاكرة؟". الحصيلة النهائية لهذه الصفحة هي حوالي 230 مشترك، بعضهم سجل تعليقاته على الفكرة وعلى عادة "الأكل المفرط" أثناء المذاكرة، تعلق إحداهن "أنا بفش خلقي في الشيبس والشوكولا"، ولا تخفي صورتها ملامح البدانة، بينما يدخل بعض المرور لتسجيل حالته الآن وماذا يأكل
No comments:
Post a Comment