Thursday, May 27, 2010

الإعلام الجديد والتحديات الناجمة عن المناخ الثقافي والاجتماعي

يعتبر الإعلام الجديد New media من أهم مظاهر تناقل المعلومات والتعبير على الانترنت، وذلك عبر العديد من الوسائط التي تحقق هذا الهدف، و سأحاول من خلال هذه الورقة التعرض لأهم التحديات التي تواجه مستخدمي الإعلام الجديد نتيجة المناخ الاجتماعي والثقافي المحيط بهم، مع فرضية ترى أن صورة الإعلام الجديد ومستخدميه في المجتمع قد تتسبب في إعاقة تقدم هذا المجال.
تتنوع وسائط الإعلام الجديد حسب تصنيفاتها ومن اهمها المواقع الحاضنة للمدونات، و الشبكات الاجتماعية، ومواقع التدوين القصير، وقد اخترت التركيز على المواقع الأشهر في هذه التصنيفات تحديدا، بعد ما أثارته من جدل في السنوات الماضية وهي : بلوجر، فيسبوك، تويتر. يشير موقع .Alexa.com الذي يصنف المواقع حسب عدد زوارها إلى أن شبكة فيسبوك الاجتماعية تأتي في المرتبة الثانية ضمن أكثر المواقع جذبا للزوار في العالم وهي نفس المرتبة التي حققها فيسبوك لدى مستخدمي الانترنت المصريين، أما موقع بلوجر للتدوين فيأتي في المرتبة الثامنة على مستوى العالم بينما يأتي في المرتبة التاسعة لدى المصريين، و يأتي موقع تويتر لتدوين الرسائل القصيرة في المرتبة الحادي عشرة عالميا، بينما يتراجع إلى المرتبة الخمسين في مصر، وهكذا يمثل كل من فيسبوك وبلوجر وتويتر المواقع الأولى لدى المصريين وفي العالم في الاعلام الجديد. و من خلال تعامل المصريين مع هذه المواقع سأعمل على رصد ملامح التحديات التي تواجه مستخدمي الإعلام الجديد في مصر من الناحية الاجتماعية والثقافية.

من يمثل الإعلام الجديد في مصر ؟

إن الإجابة على سؤال "كيف تشكلت صورة الإعلام الجديد ومستخدميه في مصر؟" قد تقودنا إلى التعرف على هذه التحديات، وذلك من خلال فرضية مفادها أن كافة التحديات التي يواجهها الإعلام الجديد قد تتضح من فهم ردود الأفعال الموجهة ناحية مستخدمي هذه المواقع. وقد كانت بدايات تشكل صورة هذه الشريحة مع ظهور التدوين Blogging مصاحبا للحراك السياسي الذي شهدته مصر بعد العام 2004 وتوهج نشاط العديد من الحركات المعارضة والداعية للتغيير ـ خاصة أثناء الانتخابات البرلمانية والرئاسية ـ وهو ما مهد لاستغلال النشطاء تلك المساحات على الانترنت لدعم النشاط السياسي في الشارع، و قد كان بروز عدد من مدونات هؤلاء النشطاء عاملا في رسم تلك الصورة عن التدوين، من أبرز هذه الأمثلة ما قدمه المدونان منال وعلاء في موقعهما حين خصصا ركنا لرصد هذه الأنشطة ومتابعتها، إلى جانب احتضانهما للمدونات المصرية في مجمع المدونات الذي تحول فيما بعد إلى موقع مستقل "موقع عمرانية". تلك العوامل إلى جانب ما يدعمه التدوين من إعلاء الحس الفردي الحر ـ على عكس المنتديات الخاضعة للرقابة – رسمت صورة عن التدوين على أنه نشاط مرتبط بالسياسة والأنشطة الحقوقية. هذه الصورة التي اجتذبت شريحة من الشباب آنذاك لاقت قبولا أيضا لدى الإعلاميين الذين وجدوا وجها آخر لمتابعاتهم الصحافية، حيث الجانب الإنساني والتفاصيل والمواد التي تنشّط عملهم بشكل عام. ومن الصعب أن ينكر من تابع هذه المرحلة ملاحظة السلطة التي مارستها طبقة "النشطاء المدونين" عن غير عمد من خلال مجمع لتجميع التدوينات في موقع منال وعلاء أو غيره من المدونات مثل احتضان مدون مثل وائل عباس في مدونته "الوعي المصري" للفيديوهات التي تكشف عالم النشطاء وما يتعرضون له وكذلك مخالفات الشرطة في حق المواطنين العاديين، وراج في تلك الفترة نشر "البانرات" التضامنية مع المعتقلين والمدونين وترويج الأحداث السياسية المعارضة، ما أسهم في تكوين صورة لدى المجتمع آنذاك. وفي حالة إذا ما أردنا الحديث عن التحديات المترتبة على هذه الصورة في تلك الفترة ـ خاصة بالنسبة للتدوين ـ فقد أثرت هذه الصورة في جانبين :

- اجتذاب الشباب نحو التعبير السياسي عبر المدونات كأحد أدوات الإعلام الجديد.
- تنميط الإعلام لاستخدام التدوين في مجال التدوين السياسي والحقوقي مهملا كثير من المدونات ذات الأنشطة الأخرى في تلك الفترة.

 في تلك الأثناء كانت أداة أخرى من أدوات الإعلام الجديد وهي "الشبكات الاجتماعية" تعلو بقوة، وتحديدا في موقع فيسبوك الذي بدأ في العام 2005 يتخذ صورته الحالية بعد تأسيسه في العام 2004 كموقع محدود التأثير بين طلاب الجامعات الأميركية. وفي حين استمرت نجاحات المدونين في لفت الأنظار بنقل صور حية نافست الوكالات الإخبارية كانت الصحافة العالمية تطرح آنذاك أزمة انحسار التدوين لحساب أدوات جديدة من الإعلام الجديد، فقد صدرت دراسة في نهاية العام 2006 عن شركة جارتنر للبحث العلمي حول ظاهرة انحسار المدونات وتنبأت بأن يكون عام 2007 بداية خمود التدوين[1] وما زال الأمر مطروحا حتى أن مجلة وايرد (wired) المتخصصة في التكنولوجيا قالت صراحة في عنوان لها عام 2008 "تويتر، فليكر، الفيسبوك، جعلوا المدونات قريبة من العام 2004"[2] ..  تجلى هذا الأمر في العام 2008 مع الدعوة إلى إضراب 6إبريل من نفس العام الذي كشف عن أداة جديدة استغلها النشطاء السياسيون في الدعوة لهذا الإضراب الذي اجتذب الإعلام بقوة، وبدأ الكشف عن قوة الشبكات الاجتماعية بما لها من قدرة على تنظيم الأحداث وإنشاء مجموعات والترويج لأنشطتها بين المستخدمين.
وحين نعود مرة أخرى إلى أهم تحد واجه مستخدمي الإعلام الجديد في تلك الفترة فقد كان الأداء الإعلامي آنذاك الذي فيما يبدو قد تحول من مراقبة ظاهرة الاستخدام السياسي والحقوقي للإعلام الجديد والاستفادة منها إلى الوقوف ضدها، اتضح ذلك في موقف الإعلام من ظهور وجوه جديدة أنتجتها دعوة 6 إبريل، مثل إسراء عبدالفتاح وأحمد ماهر اللذين كانا وراء دعم هذه الدعوة داخل الفيسبوك، خاصة مع تعرضهما للملاحقة الأمنية. وإلى جانب الموقف الصارخ للصحافة الحكومية ضد هذا الاستخدام السياسي للإعلام الجديد و تبنت بعض الكتابات في الصحف المستقلة وجهة النظر نفسها، على سبيل المثال في تاريخ 23 إبريل 2008 نشرت صحيفة المصري اليوم المستقلة تقريرا استند إلى معلومات راجت على الانترنت منذ العام 2003 كانت موجهة بالأساس إلى المنتديات الالكترونية وأعاد كاتب التقرير توجيهها إلى الفيسبوك حيث أشار إلى استغلال إسرائيل لنشاط المستخدمين على الفيسبوك لتجميع معلومات عن مصر، في حين أن نفس المعلومة غير الموثقة كانت توجه ضد المنتديات الالكترونية قبل تأسيس موقع الفيسبوك تحت زعم أن صحيفة «لوماجازين ديسراييل» اليهودية الفرنسية هي التي نشرت هذه المعلومات [3] . في الجانب الآخر قدمت صحيفة الأهرام اليومية تحقيقا بتاريخ 2 مايو من نفس العام تحت عنوان "عندما يتحول الفيس بوك إلي تشويه للوطن" وجاء في التحقيق على لسان الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع عبارات مسيئة إلى مستخدمي الفيسبوك وتحديدا دعاة الإضراب، بينما رفع التقرير من شأن المدونة عبير سليمان التي وصفها "نجمة نجوم الفيسبوك" لتقديم وجه آخر بعيدا عن النشاط السياسي لمستخدمي الإعلام الجديد، حين كانت عبير سليمان تقدم مقالات وقصص عن الفتاة المصرية العزباء من خلال مجموعة الكترونية على شبكة فيسبوك الاجتماعية [4] ، وفي نفس تلك الفترة بدأ ظهور موقع تويتر لتدوين القصير الذي كان يسمح بإرسال رسائل عبر الموقع إلى عدد كبير من المشتركين، واتجه النشطاء مرة أخرى لاستغلال هذه الخاصية في متابعة المظاهرات والأنشطة المختلفة. لكن سرعان ما توقفت الخدمة فيما بعد.
في تلك المرحلة ظهرت تحديات هامة أججها التعامل الإعلامي عن "الاستخدام الخطر" للإعلام الجديد المرتبط بالنشاط السياسي والحقوقي، وكانت أهم تحديات تلك المرحلة هي :  
-  تهميش الكتابات الهادئة الرصينة التي تتناول الشأن المجتمعي لحساب الأنشطة السياسية بسبب جاذبيتها وتسليط الأضواء الإعلامية عليها .
- إشاعة أجواء القلق المصاحبة لاستخدام الإعلام الجديد، نتيجة القلق المجتمعي من انخراط الشباب والمراهقين في أنشطة قد تواجه أمنيا [5]
- قدم الإعلام صورة أخرى كي يقدمها بديلا عن صورة مستخدم الإعلام الجديد الناشط سياسيا وحقوقيا، وعلى رأسها الاستخدام الأدبي للإعلام الجديد، و هو ما انتقل إلى مرحلة أخرى من تحديات الإعلام الجديد.
- التحدي الأهم في هذه المرحلة أنه لم يتم عرض كافة استخدامات أدوات الإعلام الجديد على اختلاف أنشطة المستخدمين أو كتابتهم.

 أدب الانترنت.. استخدام جديد أم صورة جديدة للإعلام الجديد ؟

 في بداية العام 2009 داخل إحدى ندوات معرض القاهرة الدولي للكتاب كان العنوان الكبير الذي حفلت به القاعة "أدب المدونين .. صرخات شباب أم ورق كلينكس"، و أقيمت الندوة تحت تأثير إصدار عدد من الكتب ضمت كتابات الشباب التي كانوا قد أفرغوها على مدار سنوات سابقة في الانترنت، هذه الموجة التي كانت على حد كبير مهمشة أثناء اختزال استخدام "وسائط الإعلام الجديد" في العمل السياسي والحقوقي، بدأت تعلو مع نجاح بيع هذه الكتب، وكان ذلك بمثابة اكتشاف استخدام كان متواريا في الفترة السابقة، وبعيدا عن إشارات مثل حفاوة جريدة الأهرام أثناء إضراب 6 إبريل بمدونة عبير سليمان ومجموعتها على الانترنت، وتحول عدد من أصحاب المدونات إلى تأسيس دور نشر أهمها "دار ملامح للنشر"، و استهداف بعض دور النشر الناشئة لكتابات الانترنت مثل "دار اكتب"، وما أعقب ذلك من ظهور دار نشر في نفس العام مثل "دار دوِّن" التي تستهدف كتابات المدونين وإعادة طبعها ورقيا. برزت صورة أخرى بدأت تتضح معالمها عن كاتب الانترنت. حتى أن بعض دور النشر التقليدية لجأت لاستغلال كتابات المستخدمين في تجارب اعتمد بعضها على تجميع كتابات الفيسبوك إلى جانب كتابات المدونات، بل لجأت دور النشر نفسها إلى استغلال أدوات الشبكات الاجتماعية في الترويج لأعمالها التقليدية. وبدأ الإعلام يتلقف نماذج "الفتاة العانس"، أو "الشاب الساخر"، ضمن موجة الكتابات الشابة التي راجت قبلها بفترة.
هذا التغيير في تعامل الإعلام مع صورة مستخدم وسائط الإعلام الجديد من الاستخدام السياسي الحقوقي حيث "الاستخدام الخطر" حسب الرؤية المحافظة تحول نحو تبني صورة جديدة للشاب غير الصدامي الذي يعبر عن جيله ببراءة، وهو ما أغفل ألاف المدونات ومجموعات الفيسبوك الأكثر عمقا وجدية بعضها كان بمثابة مسودة لكتب من الوزن الثقيل[6] .
هذا التغيير لم ينكر أيضا وجود مستخدمين حاولوا إيجاد صورة مختلفة عبر فكرة الصدام مع "الوسط التقليدي"، تعددت أنواع هذا الاشتباك بين المواجهة الحادة او الساخرة، في مدونة صحافي شاب مثل "نائل الطوخي" كنا نجد بعض هذه الكتابات المتهكمة عن صورة المثقف التقليدي وخطاب الصحافة الاستهلاكي، كما أظهر آخرون تمردهم مثل المدون "رامز شرقاوي" ضد الأوساط التقليدية سواء كانت ثقافية أو حتى سياسية عبر انتقاد أفكار الحراك السياسي و الوقوف ضد انتقال كتابات الانترنت إلى مطبوعات تقليدية حفاظا على بقاء منتجات الإعلام الجديد داخل نفس الدائرة. لم يقف الأمر عند هذا الحد، فبعد تعطل خدمة إرسال الرسائل القصيرة عبر موقع تويتر، انتقل المستخدمون إلى موقع Jaiku البديل وكانت إحدى أشهر الرسائل التي كتبت بالعربية في الموقع - نالت أكثر من 400 تعليق -بثتها الصحفية والمدونة عزة مغازي من مدينة مطروح حيث كانت تدار أعمال مؤتمر أدباء الأقاليم الذي ناقش قواعد السرد الجديد. وهاجمت تعليقات المستخدمين حالة النخبوية بكافة الأسلحة الالكترونية، لكنهم لم ينجحوا في التشويش على جدول أعماله الذي لم يرضوا عنه، أو حتى في لفت نظر الإعلام إليهم لأنهم كانوا خارج الصور النمطية، فقط نجحوا في التعبير عن وجهة نظر مهمشة للمستخدم العادي الذي لا يشغله القضايا الكبرى في مجالات الأدب أو السياسة، كذلك فإن الكتابات التي تتحدي صورة المدون الناشط أو الكاتب المثقف على الانترنت ظلت مهمشة إلى حد كبير.
وهنا اقتصرت رحلة الإعلام الجديد على صورتين نجحتا في التواجد بقوة : الأولى عن المستخدم الناشط السياسي أو الحقوقي، والثانية هي صورة المستخدم الكاتب الذي يعبر عن نفسه بتلقائية، وبينما اندمجت بعض نماذج النمط الأول في مؤسسات ذات صلة بنشاطه السياسي أو الحقوقي يطمح الثاني في نيل اهتمام الإعلام أو تحويل كتاباته إلى عمل تقليدي مطبوع.

المناخ الثقافي والاجتماعي والصورة النهائية

الإجابة على السؤال الذي طرحناه في البداية عن من يرسم صورة مستخدمي الإعلام الجديد تدفعنا إلى استنتاج أهم التحديات الاجتماعية والثقافية التي اختزلت استخدامه في صور نمطية، مثل : "المستخدم المسيّس"، و"المستخدم اللافت لأنظار الإعلام"،  و "المستخدم الكاتب"، وكل تلك الصور نتجت بالأساس عبر المدونات الالكترونية وشبكة فيسبوك الاجتماعية، وأحيانا ما ينشط ذلك موقع تويتر.
هذه الصور لا تمثل كافة المستخدمين المحلقين في فضاء الانترنت، ويحركها الإعلام أحيانا الذي يخضع لأجندة سياسية وتحريرية، ويظل صوت المستخدم العادي مغيبا سواء كان متمردا دون صخب أو كاتبا هادئا لا يهدف إلى جذب الانتباه أو مستخدما عاديا أراد استغلال الاعلام الجديد في التعبير عن نفسه، وهو ما لفت انتباه أحد المدونين مؤخرا وهو الصحافي أحمد ناجي الذي كتب في مطبوعة "وصلة" التي تهتم بإعادة نشر منتجات الإعلام الجديد عن أزمة واجهت فريق العمل أثناء "البحث بين المدونات والانترنت عن أي تدوينة تشرح أو توضح أهمية الوقفة الاحتجاجية من أجل الحد الأدنى للأجور يوم 2 مايو 2010 أو أسبابها، لتقديم رؤية معمقة وإجابة لبعض الأسئلة من نوع لماذا مثلا 1200 وليس ألف جنيه؟" وهو ما يكشف عن تحد جديد وهو هل تلاشت الكتابات العميقة أمام الكتابات الخفيفة التي تضمن الرواج، وهل أصبح التضامن السياسي مجرد ملصقا الكترونيا؟ ، الأمر لا يتوقف على هذه الملاحظة فقط، فهناك في دهاليز وسائط الإعلام الجديد شباب مغمورون استغلوا تلك الأدوات لنقل أحداث مجتمعهم وظلوا بعيدا عن الصورة، ويتضح هذا في وسيط مثل موقع مثل Youtube.com لتحميل لقطات الفيديو الذي يحفل بكثير من الفيديوهات التي تكشف عن مخالفات، بل وتسجيل جرائم جنائية وإتاحتها أمام الإعلام التقليدي وبقية مستخدمي الإعلام الجديد، إلى جانب نقل الحياة اليومية في الشارع المصري، بل شجع هذا الموقع بعض الشباب على اعداد أفلام قصيرة مرتجلة تهدف للسخرية من الخطاب الإعلامي التقليدي، واتضح ذلك في مثال واضح عن مجموعة الشباب الذين صنعوا محاكاة ساخرة للسلسلة إعلانات الضرائب الشهيرة.
ويمكننا من هذا العرض أن نحاول تلخيص أهم التحديات في النقاط التالية :
-   تأثير الإعلام التقليدي على مستخدمي الإعلام الجديد، وسيطرة الصور التي يرسمها لهم على أذهان الجماهير.
-  اندماج بعض المستخدمين الموهوبين في خدمة العمل الحقوقي والسياسي بدأ يتجه بعيدا عن الكتابات العميقة التي يتم تهميشها، لأن الهدف أحيانا ما يقتصر على التنشيط لمناسبة أو الخضوع لصورة تقليدية وليس التعبير عن الرأي الشخصي.
-   صنع رواج كتابات الانترنت في المدونات والفيسبوك حالة من الاستقطاب من الوسط التقليدي "دور النشر والإعلام" بحيث اجتذبت هذه الشريحة من المستخدمين بعيدا عن مدوناتهم والاستغلال المخلص لوسائط الإعلام الجديد.
-   الخروج عن الأنماط التقليدية التي رسمها الإعلام والمناخ العام قد يشجع وجوها جديدة على استغلال آليات الإعلام الجديد بصورة تحدث تنوعا، لكن انتشارها يظل رهينة لاختيارات الاعلام التقليدي.

وفي النهاية أجد إن أهم ما قد يحتاجه الإعلام الجديد في هذه المرحلة هو الوعي من جانب الإعلام التقليدي برصد ظواهر جديدة ومتنوعة لدى المستخدمين، وهو ما قد يوجد حالة من الطمأنة لدى المجتمع، ويوفر لنا منتجا جديدا ومتنوعا من خلال تقديم نماذج مختلفة من مستخدمي الإعلام الجديد، وهو ما يعيد إلى الأذهان عددا من الظواهر المغايرة للصور النمطية الرائجة التي قد تعيق نشاطهم الحر الذي يعد من أهم سمات الإعلام الجديد.
مايو 2010
القاهرة
ورقة في الملتقى الديمقراطي الخامس "الإعلام الجديد ودوره في التحول الديمقراطي​"

[1] http://news.bbc.co.uk/2/hi/technology/6178611.stm
[2] http://www.wired.com/entertainment/theweb/magazine/16-11/st_essay
[3] http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=102381
[4] http://www.ahram.org.eg/Archive/2008/5/2/INVE1.HTM
[5] في إحدى حلقات البرنامج الشهير 90 دقيقة على فضائية المحور، تعرضت الناشطة إسراء عبدالفتاح – إحدى عضوات فريق عمل 6 إبريل - لضغط على الهواء كي تقر بأن ما نشاطها على الفيسبوك كان خطأ، وذلك بعد دقائق من إطلاق سراحها في خلفية تروج أن الإفراج جاء تلبية للنداءات الانسانية الموجهة إلى وزير الداخلية
[6] أشهر مثال لذلك مدونة "قبل الطوفان" للكاتب الدكتور ياسر ثابت الذي ينشر بعض فصول كتبه المتنوعة في الأدب والتاريخ. وتأتي المفارقة في أنه في بداية فترة تسليط الأضواء على المدونات سجل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل اعترافا بأنه يتابع بعض المدونات باهتمام وتحديدا "مدونة بهية" التي تصدر باللغة الانجليزية، ورغم ذلك لم تكن المدونات ذات المحتوى التحليلي الرصين هي نجمة الحدث دائما.

No comments:

Post a Comment