Sunday, July 17, 2005

الكلمة

معـدش ينفع نوشوش
أو نتكـلم سوا بالهـمس
لو عندك أي نصيحة
تبقى صريـحة عشان تتحس
ماتترددش.. قـُلها..
خليك فـاكر نور الشمس
طول عـُمره يـمُر وحُر
ولا بيخاف أبداً من الحبس

لو عندك كـلمة حق
قـُلها وكُـلَََّك ثقة بالنفس
ده كلامك يقدر يمنع
دم، و هَـم، وغَـم، ويـأس
على شرط يكون متوضَّب
بعد دراسة وفكر وبحث
والكلمة تبقى مراية
تبقى هداية، وسط الهلس

معلش.. هيَّ الدنيا..
بتمشي معانا ساعات بالعكس
إوعاك تستعمل شدة
أو إحراج وغلاسة وكبس
ده الدنيا ساعتـها بتبقى
كره و حقد وغل ونحس
بالكلمة الحلوة تِـهَـدِّي
تفوت وتعدي.. بل بالعكس
ح يفضل لَـك تأثـيرك..
بعد ما يبقى اتفهم الدرس

Saturday, July 16, 2005

البيت بيتهم

عبدالرحمن مصطفى ـ مصر

اعتدنا في بلادنا الجميلة أن تكون البدايات دائما مبشرة بالخير.. حتى تتبدل الأمور، وتظهر العيوب، وتسوء الأحوال، فلا نجد تعليقا أو توجيها بعد هذا التحول.
منذ عدة أشهر.. بدأ برنامج "البيت بيتك" في بث حلقاته على شاشة القناة الثانية بالتلفزيون المصري، و قد أجمع الكثيرون في بداية عرضه على تميزه وجَودته .. وبدا ذلك واضحا من بعض مكالمات المشاهدين الواردة إلى البرنامج، فأضحت بذلك المهمة شاقة على كل من يـُقـدِِم على نقد البرنامج، أو التلميح إلى ما به من أمور قد لا يرضاها المشاهد. الحقيقة.. أن البرنامج قد حقق انفرادات، وتناول موضوعات ميزته عن غيره من البرامج، لكننا قد بدأنا نلاحظ بعض الأمور مؤخرا وجِب علينا التصريح بها، حتى نلقى بالكرة في داخل "البيت" ، وننتظر رد الفعل.

في البداية.. لعل مسألة انفرادات "البيت بيتك" قد حققت هدفها لدى القائمين على البرنامج في اجتذاب المشاهدين.. وملاحظتنا على تلك الانفرادات، أن بعضها قد قام على تناول أعمال سينمائية لم تنزل بعد في دور العرض. فيتم مناقشتها، والترويج لها، باستضافة مجموعة العمل الخاصة بتلك الأعمال السينمائية.. وكأننا أمام إعلان مدفوع الأجر للقناة الثانية من قِـبل أصحاب العمل السينمائي..!، وهنا.. لابد لنا من وقفة، فعلى البرنامج أن يوضح للمشاهدين خلفية هذا الترويج، حتى يبريء الجهاز الإعلامي نفسه أمام المشاهدين من أي ظن سيء قد يفكر فيه المشاهد، فقد يذهب المشاهد إلى أن تلك الإستضافات، إنما هي نوع من المجاملات بين فريق عمل "البيت بيتك" والسينمائيين، وأن هؤلاء السينمائيين يروجون لأعمالهم مجانا عبر شاشة القناة الثانية. وبالتالي يتم تحميل تكلفة تلك المجاملات على حساب أحد أجهزة الدولة، وهو جهاز الإعلام.

لذا نعتقد أنه على القائمين على البرنامج، وعلى الجهاز الإعلامي بالدولة، توضيح تلك الجزئية للمشاهدين... خصوصا في وقت قد يكون فيه افتراض سوء النية من قِـبل الجماهير هو التصرف الأسرع، بعد عدة حوادث في الفترة الماضية ضـُبط فيها عدد من الشخصيات الفاسدة في داخل مبني ماسبيرو، ممن استغلوا مناصبهم، وأخذوا الرشاوى لتلميع بعض الشخصيات، و تقديمهم في برامج تلفزيونية.. أضف إلى هذا أن المشاهد أساسا لديه حالة من النفور تجاه تصرفات العاملين داخل الجهاز الإعلامي، الذين أغلقوا هذا الجهاز الإعلامي على مجموعة من العائلات، في ترسيخ لمحسوبية لا بد وأن ينتج عنها جو لا يتمتع بالشفافية... فكل تلك الأمور تجعل المشاهد يستخدم الظن السيئ أولا، حتى يقوم الطرف الآخر بتبرئة نفسه، ويتطهر مما طاله من سمعة سيئة.. هنالك بعض الأمور التي تحدث على شاشتنا المصرية، تشير إلى وجود مجاملات تتم عبر شاشات جهازنا الإعلامي بالفعل.
فعلى سبيل المثال.. ما معنى أن يتم عرض أفلام نجم بعينه- ونقصد هنا الممثل عادل إمام- في أسبوع تكريم له على شاشة القناة الأولى، قبل نزول فيلمه الجديد بالأسواق مباشرة..؟؟ واعتراضنا هنا-أساسا- على توقيت تكريمه.. وتخصيص أسبوعا لعرض أفلامه، قبل نزول فيلمه الجديد مباشرة بدور العرض، وليس في أي وقت آخر. المطلوب.. أن يعلن الجهاز الإعلامي عبر أي وسيلة من وسائله الإعلامية إذا ما كان الترويج للأفلام والمشروعات الفنية الحديثة، أمر مدفوع الأجر، أم لا.. حتى لا يثير الشك والريبة في نفوس الجماهير .

أما إذا ما عدنا إلى برنامج "البيت بيتك"، عارضين لبض المآخذ على أسلوبه.. فنجد أن من ضمن ما يؤخذ عليه، استضافته بعض الشخصيات ممن يمثلون "وجوه المجتمع" من الشخصيات المرموقة.. في تصرف يدفع بالمشاهد إلى التساؤل.. لماذا تمت استضافة هؤلاء بالذات..؟!!
فنجد على سبيل المثال، أنه عندما تمت مناقشة بعض القضايا التي تخص المرأة، وجدنا الضيفات.. مديرة بنك، سكرتيرة تنفيذية، مرشدة سياحية، سيدة أعمال... على هذا المنوال.. وهنا، لنا أن نتساءل مرة أخرى لماذا تمت استضافة هؤلاء..؟!المأزق الذي يعاني منه البرنامج، أنه يتناول أفكارا تعبر عن تلك الفئة السابق ذكرها، كتناوله قضية الإجازة الزوجية، وما شابهها من تلك الأمور التي تعبر عن شريحة معينة لا تمثل الواقع المصري بأكمله، والأسوأ.. أن يكون النقاش هنا عن قضايا مستعارة من مجتمعات غربية .

أما الأصعب على المشاهد.. أن يجد أحد مذيعي البرنامج وهو يؤكد دائما على أن هؤلاء الضيوف لا يمثلوا كافة طبقات المجتمع المصري... وهنا نتساءل للمرة الأخيرة، موجهين سؤالنا لفريق عمل "البيت بيتك"، لماذا لا يتم اختيار ضيوف أو "ضيفات" البرنامج بأسلوب يجعلهم –قدر الإمكان – معبرين عن كافة طبقات المجتمع المصري..؟!!. وحلاً لتلك "المعضلة".. أقدم اقتراحا يتم من خلاله اختيار الضيوف، ممن تتم استضافتهم على أنهم عينة من الجمهور، بأسلوب "عشوائي".. (أمين)، كأن يكون الظهور في البرنامج عبر مسابقات الــ (0900) التي يتم السحب من خلالها على مجموعة من الفائزين، وتتم استضافة الفائزين في السحب في كل مرة يحتاج فيها النقاش إلى مجموعة من الضيوف أو "الضيفات".

فالمشاهد يأسف عندما يجد برنامجا ناجحا، يبذل مجهوداته وإمكانياته لخدمة نخبة أو صفوة في المجتمع.. في الوقت الذي لا نجد فيه تميزا لتلك الشخصيات (النخبة) إلا كثرة أموالهم أو علاقاتهم، أو علو مناصبهم، أو قربهم من الجهاز الإعلامي، مثلما نجد مع الصحفيين ، والإعلاميين.. وغيرهم... إننا نرجو من البرنامج أن يتخل عن هذا الفكر المستفز، الذي سيجعل المشاهدين (خارج الصفوة)، ينصرفون عن فقرات لا تعبر عنهم . و استمرارا من البرنامج في هذا الفكر النخبوي.. يتم حصر الظهور المتخصص- للأطباء أو غيرهم - على أسماء معينة ليست لها عبقرية في مجالها بقدر ما لها وجود على الساحة الإعلامية، والثقافية... كأن نجد فقرة ثابتة للدكتور/ يحى الرخاوي .. صاحب أحد الصالونات الثقافية، وذلك بصفته أحد الرموز الثقافية بالدرجة الأولي في مساحة ثابتة له، دون غيره من المثقفين بالدولة .

ولربما قد انتقلت عدوى النخبوية إلى بعض مقدمي البرنامج، فنلاحظ تعالي بعضهم على الضيوف -ممن هم خارج (النخبة)- والاستخفاف بهم.. حتى أن ذلك وضح جليا عدة مرات أثناء تسليم الجوائز للفائزين في المسابقة التي يجريها البرنامج، والتي يسلمها أحد مقدمي البرنامج.. ومما قد يصيب المشاهد بالضيق أكثر، مسألة امتداد روح التعالي تلك إلى علاقات المذيعين ببعضهم البعض، ومحاولتهم -أحيانا- النيل من بعضهم البعض أمام المشاهدين، الأمر الذي قد يصل إلى حد تهكم أحد الزملاء على زميله. في الوقت الذي كان فيه البرنامج قد قام أساسا على فكر العمل الجماعي .

الخلاصة .. إن برنامج "البيت بيتك" يعبر عما تعانيه بعض أجهزة الدولة من انغلاق على مجموعات بعينها.. تحوِّل الجهاز الحكومي إلى جيتو (= حارة يهود) تعيش فيه بعض العائلات في عزلة عن العالم الخارجي و بقية المجتمع.. الذي يحاول دون فائدة اختراق تلك الأجهزة عنوة بفرض قضاياه عليها .. تلك القضايا التي قد لا يكترث بها الجهاز الإعلامي. فربما يهتم الجهاز الإعلامي بشجار استخدمت فيه الأسلحة البيضاء داخل نادي الزمالك.. لكنه لا يهتم أو يورد خبرا واحدا على شاشة التلفاز، عن شجار أخطر تم في حي السيدة زينب، بمنطقة "قلعة الكبش"، وراحت فيه الكثير من الأرواح.. أو عن مذبحة أخرى تمت بين عائلتين في محافظة خارج القاهرة..!

يجب على الجهاز الإعلامي أن يمثل كافة طبقات الشعب وطموحاته، بكل ما فيها من طيبات أو خبائث.. إننا نتمنى أن تصل الرسالة، حتى لا نجد برنامجا مثل برنامج "البيت بيتك"، يدفع بالمشاهد المصري إلى التفكير في أن البيت ليس بيته، وأن البيت "بيتهم" هم، أيا كانوا "هم" !