· خريطة الانقراض
تصنع رحلة الكتابة في مصر على مدار تاريخها الطويل العديد من المفارقات ، هذا ما حاول تسجيله كتاب بنفس العنوان "رحلة الكتابة في مصر" ، صدر عن مكتبة الاسكندرية في العام الماضي، يتناول لغات و خطوط مرت بمصر بدء من تاريخها المصري القديم، حتى العصر الحديث. وتكشف خريطة اللغات التي مرت على مصر عن أن اللغة القبطية، التي دونت بها الكنيسة المصرية كافة النصوص الدينية المسيحية لم تكن لغة رسمية في أغلب الأوقات، بينما كانت اليونانية هي الرسمية . و على مدار تلك الحقب التاريخية الطويلة ، اندثرت بعض اللغات لعدم قدرتها على التفاعل مع التطورات الزمنية، وحتى الآن رصد أطلس اللغات المهددة بالاندثار الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ، ثلاث لغات داخل مصر تعاني خطر الاندثار ، على راسها اللغة القبطية التي يتم تداولها على نطاق محدود لأغراض كنسية، وتأتي بعدها اللغة السيوية، التي يتحدث بها 25000 نسمة ، في نطاق محلي ضيق، أما ثالث تلك اللغات فهي "الدومارية" التي كانت متداولة بين الغجر وتكاد تكون قد انقرضت حسب بيانات اليونسكو .ووجه حقوقيون انتقادات لبعض مواد الدستور الحالي بعد إقراره ، مستندين في ذلك إلى ان الدستور لم يتعرض لمسألة التنوع الثقافي واللغوي ، إذ نصت المادة الثانية على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية، من دون الاشارة لوجود لغات محلية، كما نصت المادة 11 على أن الدولة ترعى الثقافة العربية والتراث التاريخي والحضاري للشعب، وذلك وفقا لما ينظمه القانون، دون إشارة واضحة لثقافات أخرى. وصاحبت تلك الانتقادات دعوات أخرى منها تدريس لغات مثل النوبية والأمازيغية والقبطية في المدارس ، و إعطائها طابعا رسميا، غير أن تلك الدعوات لم تحقق إجماعا حولها حتى الآن .
في داخل قاعة المحاضرة اجتمع الدارسون على أهداف متقاربة دفعتهم إلى دراسة اللغة القبطية، وعلى رأسها أمور تخص الدراسة أو العمل، ويعود المحاضر الدكتور ماهر عيسى ليوجز حديثه في نقطتين هامتين: الأولى هي أن اللغة القبطية ما هي إلا تطور أخير من اللغة المصرية القديمة، استخدمت فيها الحروف اليونانية القديمة مع استعارة حروف من الكتابة الديموطيقية، أما النقطة الثانية التي يذكرها فهي أن اللغة ليست مرتبطة بالديانة المسيحية، بل هي سابقة عليها، كما أن هناك عدة لهجات يبرز منها اللهجة الصعيدية التي دونت بها أغلب وثائق وآثار تلك الفترة، وبعدها اللهجة البحيرية التي اختارتها كنيسة الاسكندرية آنذاك لتدوين النصوص المقدسة. يختم قائلا: "المشكلة التي نواجهها هي أن عدد العلماء المهتمين بالدراسات القبطية حول العالم في ازدياد منذ أن بدأ النشاط البحثي في هذا المجال، و هو ما لم ينتقل إلى الحياة الأكاديمية في مصر، خاصة أننا واجهنا تحفظات أمنية طوال الوقت إذ ما خرجت مبادرة تهدف إلى إتاحة هذا التخصص داخل الجامعات".
في داخل المحاضرة يتابع فنان الأيقونات القبطية ميشيل دميان بقية المحاضرة باهتمام ، وهو أحد الذين توافرت لهم فرصة التعرف على اللغة القبطية عبر أنشطة كنسية سابقة. "أعلم أن الدراسة هنا مختلفة، ولهذا جئت لأعلم المزيد ، والموضوع له صلة باهتمامي الشخصي بالدراسة، وأغلب الحاضرين جاؤوا بنفس الهدف، الموضوع ليس له علاقة بالديانة".
هناك من روادته فكرة إحياء اللغة القبطية ، ويتشابه في ذلك مع أفكار أخرى عن إحياء الكتابة الهيروغليفية والدعوة إلى تعليمها في المدارس، وبعيدا عن مركز دراسات الكتابات والخطوط بمكتبة الإسكندرية، يتم تدريس اللغة القبطية كأداة للتعامل مع الترانيم والصلوات المسيحية القبطية، لذا يتوافر ذلك في مدارس الأحد ذات الطابع التربوي والديني، أما تدريسها بشكل أكثر تعمقا، فيتوافر في مراكز ذات طابع كنسي خالص، و من أهمها "معهد اللغة القبطية" الذي تأسس في العام 1976، وتقتصر الدراسة فيه على اللهجة البحيرية. ويعتمد التدريس حسب كمال فريد إسحق - الباحث في اللغة القبطية- على دراسة النصوص الدينية التي تخدم الطقوس وتوضح الترانيم.. ويضيف قائلا: "عن نفسي أدعو إلى إحياء اللغة القبطية و العمل على نشرها من باب الاتصال مع موروثنا الحضاري، فهذه اللغة ليست إرثا للمسيحيين فقط، بل كانت لجميع المصريين".قضى كمال فريد إسحق أكثر من نصف قرن في التعامل مع اللغة القبطية، خاض فيها تجربة التدريس في معاهد ذات طابع كنسي، لكنه في نفس الوقت كان أحد من يعتنقون فكرة إحياء اللغة القبطية. "كنا نجتمع أنا وبعض المهتمين باللغة في صالون خاص داخل منزلي، لنتحدث سويا اللغة القبطية قدر استطاعتنا، لكن مشاغل الحياة شتتت بعضنا عن ذلك الهدف". كان عدد المبادرين لهذه الخطوة في بدايتها حوالي عشرة أفراد فقط ، قل عددهم تدريجيا .. ويختم كمال فريد إسحق قائلا: "اللغة العربية من الناحية العملية هي لغة غازي تم فرضها ، حتى اضمحلت اللغة الأصلية لسكان البلاد، لا أحد يطمح إلى مناهضة اللغة العربية، لكن ما أحلم به ان تكون اللغة القبطية متداولة بين المصريين".
وسط أرفف المكتبات تتلاشى محاولات توثيق اللغة بشكل كامل، عدا محاولات بسيطة على رأسها تلك التي قام بها الباحث السيوي محمد صالح في كتاب "الجوهرة الذهبية في معرفة اللغة السيوية"، وتعرض أثناء محاولته إنتاج الكتاب إلى استدعاء في مقر أمن الدولة آنذاك، ونشر كتابه في العام 2000 في 34 صفحة فقط بعد الاستغناء عن بعض الأجزاء. "لا أفكر في استكمال المشروع لقناعة شخصية بعد هذه التجربة، وهي أنه قد يتم استغلال المحتوى استغلالا سياسيا، و دعم الفكر الانفصالي، وهو ما يهدد الأمن القومي المصري". الحديث هنا للكاتب محمد صالح الذي انتقل للعيش في مدينة مطروح المجاورة. وعلى مدار تلك السنوات كان حريصا على نقل اللغة إلى ابنه الذي نشأ خارج المجتمع السيوي، حتى يكون جزء من مجتمعه.
يعتبر عدد من المتخصصين في الشأن الأمازيغي أن اللغة السيوية هي مجرد لهجة تطورت عن اللغة الأمازيغية، ويعود تاريخ تلك الواحة إلى فترات بعيدة ترجع إلى العصور المصرية القديمة، حين احتضنت بعض ذوي الأصل الليبي ، وبعدها وفدت هجرات من شمال إفريقيا لقبائل أمازيغية، اندمجت طوال الوقت مع المجتمع السيوي القديم، وحتى فترات قريبة ، كانت تفد هجرات أخرى، وهو ما أثر على المنتج اللغوي هناك"كانت محاولتي توثيق اللغة السيوية تهدف إلى إتاحتها بين أولئك الذين انتقلوا من وادي النيل ، وغيرهم من المتعاملين مع المجتمع السيوي، وتعرضت لانتقادات وسخرية من بعض السيويين الذين رأوا في تلك المحاولة كشفا لخصوصية مجتمعهم". هكذا يذكر الباحث محمد صالح أحد أسباب محاولته توثيق لغة مجتمعه. فهل تندثر اللغة السيوية بمرور الوقت ؟ "اللغة مصونة بأهلها" حسبما يرى كثيرون في داخل المجتمع السيوي، خاصة أن تراث اللغة شفاهي ينتقل عبر الأجيال، وفي جانب آخر يظهر القلق من ظهور "نعرة أمازيغية" تعكر صفو المجتمع الهاديء، وهو ما جعل ملف اللغة السيوية مغلقا حتى حين .
PDF
اللغة القبطية .. مصرية و ليست دينية
في قاعة صغيرة بمركز المؤتمرات في مكتبة الاسكندرية ، يطالع الحضور كلمات من اللغة القبطية أمامهم، وتكاد أن تكون تلك القاعة إحدى الأماكن النادرة التي تدرس اللغة القبطية، يقتطع الدكتور ماهر أحمد عيسى، المدرس بكلية الآثار، جامعة الفيوم دقائق من وقت المحاضرة ليوضح: "اللغة القبطية دمها متفرق بين القبائل، و لا يوجد تخصص لعلم القبطيات في الجامعات المصرية، سوى في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، لذا لا يتعامل معها الباحثون بشكل عميق سوى في قطاعات ضيقة مثل قسم الدراسات العليا في جامعة الاسكندرية ". بدأ تدريس اللغة القبطية في مركز الخطوط بمكتبة الاسكندرية، ضمن نشاط أكبر لتدريس اللغة الهيروغليفية، و الخط العربي منذ العام 2004، إلا أن تعلم اللغة القبطية جاء متأخرا في العام 2009، و تحتوي الدورة التدريبية على ثلاث مستويات، إلا أن أغلب الدارسين لا يكملون المشوار حسبما يصف أحمد منصور؛ نائب مدير مركز دراسات الكتابات والخطوط بمكتبة الإسكندرية. ويوضح: "طبيعة نظام التدريس هنا ذي صبغة أكاديمية، إذ ندرس اللهجة الصعيدية للغة القبطية، بينما تستخدم النصوص الدينية المسيحية لهجة اخرى هي اللهجة البحيرية، وهو ما اكتشفه عدد من الدارسين حين فتحنا باب الالتحاق لأول مرة، حتى الذين لديهم معرفة سابقة باللغة القبطية بحكم دراساتهم الكنسية".في داخل قاعة المحاضرة اجتمع الدارسون على أهداف متقاربة دفعتهم إلى دراسة اللغة القبطية، وعلى رأسها أمور تخص الدراسة أو العمل، ويعود المحاضر الدكتور ماهر عيسى ليوجز حديثه في نقطتين هامتين: الأولى هي أن اللغة القبطية ما هي إلا تطور أخير من اللغة المصرية القديمة، استخدمت فيها الحروف اليونانية القديمة مع استعارة حروف من الكتابة الديموطيقية، أما النقطة الثانية التي يذكرها فهي أن اللغة ليست مرتبطة بالديانة المسيحية، بل هي سابقة عليها، كما أن هناك عدة لهجات يبرز منها اللهجة الصعيدية التي دونت بها أغلب وثائق وآثار تلك الفترة، وبعدها اللهجة البحيرية التي اختارتها كنيسة الاسكندرية آنذاك لتدوين النصوص المقدسة. يختم قائلا: "المشكلة التي نواجهها هي أن عدد العلماء المهتمين بالدراسات القبطية حول العالم في ازدياد منذ أن بدأ النشاط البحثي في هذا المجال، و هو ما لم ينتقل إلى الحياة الأكاديمية في مصر، خاصة أننا واجهنا تحفظات أمنية طوال الوقت إذ ما خرجت مبادرة تهدف إلى إتاحة هذا التخصص داخل الجامعات".
في داخل المحاضرة يتابع فنان الأيقونات القبطية ميشيل دميان بقية المحاضرة باهتمام ، وهو أحد الذين توافرت لهم فرصة التعرف على اللغة القبطية عبر أنشطة كنسية سابقة. "أعلم أن الدراسة هنا مختلفة، ولهذا جئت لأعلم المزيد ، والموضوع له صلة باهتمامي الشخصي بالدراسة، وأغلب الحاضرين جاؤوا بنفس الهدف، الموضوع ليس له علاقة بالديانة".
هناك من روادته فكرة إحياء اللغة القبطية ، ويتشابه في ذلك مع أفكار أخرى عن إحياء الكتابة الهيروغليفية والدعوة إلى تعليمها في المدارس، وبعيدا عن مركز دراسات الكتابات والخطوط بمكتبة الإسكندرية، يتم تدريس اللغة القبطية كأداة للتعامل مع الترانيم والصلوات المسيحية القبطية، لذا يتوافر ذلك في مدارس الأحد ذات الطابع التربوي والديني، أما تدريسها بشكل أكثر تعمقا، فيتوافر في مراكز ذات طابع كنسي خالص، و من أهمها "معهد اللغة القبطية" الذي تأسس في العام 1976، وتقتصر الدراسة فيه على اللهجة البحيرية. ويعتمد التدريس حسب كمال فريد إسحق - الباحث في اللغة القبطية- على دراسة النصوص الدينية التي تخدم الطقوس وتوضح الترانيم.. ويضيف قائلا: "عن نفسي أدعو إلى إحياء اللغة القبطية و العمل على نشرها من باب الاتصال مع موروثنا الحضاري، فهذه اللغة ليست إرثا للمسيحيين فقط، بل كانت لجميع المصريين".قضى كمال فريد إسحق أكثر من نصف قرن في التعامل مع اللغة القبطية، خاض فيها تجربة التدريس في معاهد ذات طابع كنسي، لكنه في نفس الوقت كان أحد من يعتنقون فكرة إحياء اللغة القبطية. "كنا نجتمع أنا وبعض المهتمين باللغة في صالون خاص داخل منزلي، لنتحدث سويا اللغة القبطية قدر استطاعتنا، لكن مشاغل الحياة شتتت بعضنا عن ذلك الهدف". كان عدد المبادرين لهذه الخطوة في بدايتها حوالي عشرة أفراد فقط ، قل عددهم تدريجيا .. ويختم كمال فريد إسحق قائلا: "اللغة العربية من الناحية العملية هي لغة غازي تم فرضها ، حتى اضمحلت اللغة الأصلية لسكان البلاد، لا أحد يطمح إلى مناهضة اللغة العربية، لكن ما أحلم به ان تكون اللغة القبطية متداولة بين المصريين".
اللغة السيوية .. تنتظر التوثيق
لا يخفي على زائر مدينة سيوة تلك الأحاديث الجانبية بين سكانها الأصلية بلغة محلية تخصهم، أما الأكثر أهمية هو تلك اللغة ما زالت بعيدة عن كافة محاولات التوثيق، وبعيدة عن عالم المعاجم و القواميس. حاول بعض محبي سيوة توثيقها مثل الفنان الشاب محمد فوزي الذي أقام أنشطة ثقافية في المدينة، وطمح إلى إصدار قاموس عربي/سيوي/انجليزي يعتمد على تعليم الاطفال عبر قصص مكتوبة بالسيوية، لكن تظل مثل تلك المحاولات بعيدة عن التوثيق الشامل للغة. "قضية اللغة السيوية شديدة الحساسية لعاملين مهمين، الأول هو الطبيعة المحافظة للمجتمع السيوي الذي ما زال يرى في لغته شأن خاص، و الأمر الآخر هو التحفز الأمني لأي محاولة لتوثيق اللغة خوفا من إثارة النعرة الأمازيغية". الحديث هنا لمحمد عمران جيري مدير العلاقات العامة والاعلام بمجلس مدينة سيوه. يعمل عمران أيضا في مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى الذي افتتح العام الماضي ، ويضم المركز شبابا من أبناء المدينة يوثقون التراث المعنوي والمادي السيوي. وهي خطوة تالية لمشروع سابق ممول من الاتحاد الأوروبي تحت اسم " سيوة طنجة : تراث من أجل حياة افضل"، ويدعم المركز من الناحية الفنية مركز التوثيق الحضارى والطبيعى التابع لمكتبة الإسكندرية . "لا نتعامل مع مسألة اللغة بشكل مباشر سوى في جمع الحكايات والألغاز وترجمتها حتى تكون متوافرة للباحثين والمهتمين، لكننا لسنا بصدد توثيق اللغة حاليا". هذا ما يوضحه الشاب محمد عمران ، و ينتقل حديثه إلى أمور أبعد من مجرد تحفظات السيويين أو العوائق الأمنية، إذ كان إبراز الهوية الأمازيغية للواحة هو القلق الذي يسيطر على شريحة من المجتمع السيوي، بعد ظهور دعوات تربط خصوصية سيوة الأمازيغية بالقضية الأمازيغية في دول شمال إفريقيا ونزاعاتها السياسية في تلك الدول.وسط أرفف المكتبات تتلاشى محاولات توثيق اللغة بشكل كامل، عدا محاولات بسيطة على رأسها تلك التي قام بها الباحث السيوي محمد صالح في كتاب "الجوهرة الذهبية في معرفة اللغة السيوية"، وتعرض أثناء محاولته إنتاج الكتاب إلى استدعاء في مقر أمن الدولة آنذاك، ونشر كتابه في العام 2000 في 34 صفحة فقط بعد الاستغناء عن بعض الأجزاء. "لا أفكر في استكمال المشروع لقناعة شخصية بعد هذه التجربة، وهي أنه قد يتم استغلال المحتوى استغلالا سياسيا، و دعم الفكر الانفصالي، وهو ما يهدد الأمن القومي المصري". الحديث هنا للكاتب محمد صالح الذي انتقل للعيش في مدينة مطروح المجاورة. وعلى مدار تلك السنوات كان حريصا على نقل اللغة إلى ابنه الذي نشأ خارج المجتمع السيوي، حتى يكون جزء من مجتمعه.
يعتبر عدد من المتخصصين في الشأن الأمازيغي أن اللغة السيوية هي مجرد لهجة تطورت عن اللغة الأمازيغية، ويعود تاريخ تلك الواحة إلى فترات بعيدة ترجع إلى العصور المصرية القديمة، حين احتضنت بعض ذوي الأصل الليبي ، وبعدها وفدت هجرات من شمال إفريقيا لقبائل أمازيغية، اندمجت طوال الوقت مع المجتمع السيوي القديم، وحتى فترات قريبة ، كانت تفد هجرات أخرى، وهو ما أثر على المنتج اللغوي هناك"كانت محاولتي توثيق اللغة السيوية تهدف إلى إتاحتها بين أولئك الذين انتقلوا من وادي النيل ، وغيرهم من المتعاملين مع المجتمع السيوي، وتعرضت لانتقادات وسخرية من بعض السيويين الذين رأوا في تلك المحاولة كشفا لخصوصية مجتمعهم". هكذا يذكر الباحث محمد صالح أحد أسباب محاولته توثيق لغة مجتمعه. فهل تندثر اللغة السيوية بمرور الوقت ؟ "اللغة مصونة بأهلها" حسبما يرى كثيرون في داخل المجتمع السيوي، خاصة أن تراث اللغة شفاهي ينتقل عبر الأجيال، وفي جانب آخر يظهر القلق من ظهور "نعرة أمازيغية" تعكر صفو المجتمع الهاديء، وهو ما جعل ملف اللغة السيوية مغلقا حتى حين .
No comments:
Post a Comment