Thursday, July 26, 2012

وجوه في مرايا التصوف ..

عمرو فكري .. التأمل طريقا للفن
"أحيانا ما أنطلق في رحلات أشبه برحلات المتصوفة في رحاب الله، حاملا معي الكاميرا لتوثيق مشاهداتي وتأملاتي "، يلخص الفنان عمرو فكري علاقته بالفن والتصوف معا، إذ لم يعد يشغله سوى التعبير عن النفس الصوفية بواسطة الفن المعاصر. يقتبس من نصوص كبار المتصوفة أمثال النفري وابن عربي وابن الفارض، مازجا إياها مع صور التقطها بنفسه و تصميمات فنية تعبر عن تلك الرؤية، لتخرج أعمالا تعكس قناعاته ونمط حياته اليومية، إذ يعيش كما يعيش الزاهد في شقة أعلى أسطح إحدى عمارات وسط المدينة، أما منزله فهو أقرب إلى خلوة تفصله عن صخب العاصمة، تعطرها أحيانا رائحة أعواد البخور. يمثل عمرو فكري شريحة اختارت أن تكون نموذجا عابرا للطرق الصوفية التقليدية، بعد أن احتك ببعض مشايخها، و اختار ألا يأخذ العهد من أحدهم، وأن يبتعد عن البناء الهرمي لهذه الطرق، وأن يحمل التصوف في داخله، كنمط  تفكير وأسلوب حياة.
"أنا أتبع الفكرة وليس صاحبها .. والفنان لا يقبل المحدودية"، هذه العبارة ليست تبريرا لاختياراته، يشرح ذلك بالحديث عن تجربة أخرى خاضها في فترة مبكرة من سن المراهقة حين عرف التدين التقليدي، ثم انتقل في سن التاسعة عشر إلى كتابات المتصوفة العظام أمثال "محي الدين بن عربي ، و عمر بن الفارض". أما اليوم فيجلس مطمئنا بعد أن أنهى مشروعا تحت عنوان "قدس الأقداس" أنجزه على مدار سنوات وعدة مراحل، وبعضها كان ينجزه بعفوية آخذا بمبدأ أن "كل خطوة علامة وإشارة"، يرى أن يقوده إحساسه دون حسابات للخطوة التالية، يبتسم قائلا : "أحيانا ما أجد مشروعات فنية صممتها محفوظة على الكمبيوتر، وجاءت الفرصة أن أطلقها الآن". ليس أغلب الفنانين المعاصرين يفكرون بالطريقة نفسها حين تشغلهم تسويق مشروعاتهم أو البحث عن دعم. اختار عمرو فكري تتبع نمط حياة الصوفي، وهو ما يلهمه بأفكار أكثر اختلافا في عمله، يشرح ذلك قائلا: "بعد أن أنهيت دراستي في كلية الفنون الجميلة عام 2001، كان لدي مخزون من الفكر الصوفي، أردت تجسيده في أعمال، وكانت البداية مع معرض حضرة مولاي في 2002، وبعد إنهاء العمل وجدت الفرصة لعرضه، كانت الحركة في البداية، ثم أعقبها التوفيق، وفي كل عمل أسير حسب تلك الرؤية، وانتقلت من فكرة معرض إلى الآخر، حتى اكتمل المشروع الذي استغرق سنوات".
في صميم عمله تبزغ حالة من الوفاء لشيوخ المتصوفة يمكن للمتابع أن يتلمسها في مشاهد من صور معارضه التي تحملها جدران المنزل، حيث لوحات تجمع بين الخط العربي ورقص المولوية ونصوص عمر بن الفارض. هذا الوفاء يحمله عمرو فكري أيضا لشيخ آخر هو الفنان حامد سعيد (١٩٠٨-٢٠٠٦) الذي تتلمذ على يديه في (جماعة الفن والحياة)، هناك تكونت علاقة أقرب بعلاقة الشيخ بالمريد، و يقول عن ذلك : "كان لديه ذلك الحس الصوفي، حين يجيبك على أسئلة تحتفظ بها داخلك، ولم تطرحها على أحد". تلك التجربة مع حامد سعيد جعلته يرى النفس المتصوفة في امتدادها بدء من الحضارة المصرية القديمة، مرورا بالعصر المسيحي، ثم انتهاء بالعصر الاسلامي، وهناك تعلم أن "الوعي هو ما يخلق القيمة" وهو محور تفكير هذه المدرسة.. و في علاقتنا بالتاريخ كانت هناك ملامح للروح المصرية، التي اقترب لتجسيدها أبي الحجاج الأقصري وذي النون المصري في صلتهما بالروح المصرية مع فهم الدين والتصوف.
هل كانت تجربة التدين التقليدي والاقتراب من التصوف طريقا لتقديم وجها آخر للدين ؟ يجيب ببساطة : "الله لا يحتاج من يدافع عنه مثلما تفعل بعض التيارات السلفية المتشددة، وفي الناحية الأخرى لا يجب أن تكون هناك مبادرات مضادة كرد فعل، هناك من يخطؤون ويتخذون هذا المسلك، وما أعرفه واختبرته جيدا أن الفن هو توصيل إحساس أو فكرة، و أبعد من الماديات الملموسة و تسجيل المواقف".
طارق غانم : الصوفي الحق .. هو الثائر الحق
لدى طارق غانم قناعة بأن "الثورة هي جهاد العصر" وأن الانتماء الصوفي لا يجب أن يمنع أحدا من أن يقف في وجه الظلم والفساد، و يشرح ذلك قائلا: "أعلم أن العديد من مشايخ الطرق الصوفية أظهروا موقفا سلبيا من الثورة، وأيدوا مرشحا من رجال النظام السابق، لكن على أرض الواقع فالتاريخ يذكر أن التجربة الصوفية كانت حافزا في أوقات كثيرة على النضال و الجهاد". يستعير طارق أمثلة من مئات السنين كان للمتصوفة فيها مواقف إيجابية في الجهاد. وبحكم عمله كباحث متخصص في الشؤون الإسلامية، فباستطاعته أن ينقل اجتهادات تبناها هو وآخرون يعتبرون فيها الثورة جهادا مشروعا، وعلى حسب قوله : "يتوقف ذلك على فهمنا لفكرة التغيير الجذري وكيف تبناها الرسول الكريم في أسلوب إدارته، وكذلك كيف يمكننا أن نفهم فكرة أخرى هي: الخروج على الحاكم، والتي علينا أن نفهمها الآن في ضوء أننا في دولة قومية حديثة مختلفة تماما عن حالة الدولة قديما، إذ أن الحاكم اليوم هو النظام، وليس الرئيس فقط". هذا ما يراه طارق غانم الباحث في الشؤون الاسلامية ومسؤول المطبوعات في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.
بعد إقامته لخمس سنوات في الولايات المتحدة، تزامنت عودته إلى مصر مع أسرته مع أحداث مجلس الوزراء في ديسمبر 2011، حيث استشهد الشيخ عماد عفت أحد الذين ارتبط بهم طارق بشكل كبير، لكن ذلك لم يعقه نفسيا من الاندماج في المظاهرات والفعاليات طوال الفترة التالية، بدء من رمي الحجارة، حتى المشاركة السلمية في الاعتصامات، ووراء كل مشاركة كان هناك هدف آخر ديني وأخلاقي، وهو ما يشرحه قائلا : "حين كنت أشارك في فاعلية لحملة (كاذبون) أو حين دعمت حملة (لا للمحاكمات العسكرية)، كان ذلك بوعي ثوري، إلى جانب الوازع الديني والأخلاقي في نصرة الحق وكشف الباطل" . كل هذا الانخراط يدفع إلى سؤال حول : هل يعيق الانتماء الصوفي والارتباط بمشايخ ناصروا النظام السابق ورموزه أن يشارك الشاب المتصوف في الثورة ورحلة التغيير بكامل طاقته؟ ما حدث في رأي طارق أن هناك موجة شبابية بين التيارات الاسلامية قد تمردت على قياداتها في لحظة الاختيار بين التغيير أو المهادنة . يمكن رصد ذلك في مواقف شباب الإخوان الذين انفصلوا عن الجماعة، ويضرب مثلا بنموذج آخر هو شباب السلفيين الذين أنتجتهم الثورة وشكلتهم في كيانات ذات سمعة ثورية مثل (سلفيو كوستا)، أما بالنسبة لشباب المتصوفة فيقول طارق : "لقد حدث بالفعل جدل بين شباب ينتمون إلى طرق صوفية، ومشايخ لم يظهروا الإخلاص للثورة ، أما الأكثر وضوحا فكان بين شباب الأزهر الذين عارضوا موقف مؤسستهم في مواقف مختلفة، بل وشكلوا كيانات معارضة شاركت في  أحداث الثورة وما تلاها من احتجاجات، وأستطيع أن أؤكد أن شريحة كبيرة منهم ذوي انتماء صوفي".
يعمل طارق غانم على عنوان كتاب يدرس فيه "مستقبل التدين بعد الثورة"، ولمس فيه بعض النتائج الأولية منها : أن التدين كان يشكل أحيانا عبئا على الفرد في فترة قبل الثورة بسبب الضغوط الأمنية، ولما انكسرت تلك القيود عاد عبء التدين بشكل مختلف نتيجة ما وصفه "بشيطنة الاسلاميين"، وعاد التدين ليصبح وسيلة تنميط وإدانة، يصف ذلك قائلا : "أتعرض أنا شخصيا لذلك أحيانا، فاللحية الخفيفة ومشاركتي السياسية، تجعل البعض ينطلق قائلا : إنت إخوان .. مش كده ؟َ!". يدرك طارق أن هناك صورة نمطية عن التصوف تجسدها صورة الدرويش غريب الأطوار أو الشيخ المسالم كرموز للسلبية و الانسحاب من المجتمع، وهو ما لا يتفق مع مزاج شريحة من الصوفيين الثوار أمثاله، يعلق على ذلك : "بعد رحلة معرفية اخترت الطريقة الشاذلية الدرقاوية الهاشمية، أغلب مشايخها من أهل الشام، وذلك اختيارا لمذهب أهل السنة والجماعة الذي أصبح يطلق اليوم فقط على السلفيين، و لي في أحد مشايخ الطريقة نموذجا على الرجل المبدع والفعال، و هو الشيخ عبد الرحمن الشاغوري الشاعر، والقيادي العمالي في سوريا". ورغم ما أنتجته الثورة وما صاحبها من مسيرات واحتجاجات من كيانات جديدة للشباب المتدين أو الاسلامي، ما زالت تلك الشريحة من الثوار المتصوفين يخوضون رحلة التغيير بشكل فردي، ودون كيان يجمعهم على أمل التغيير من أسفل.
مجاهدون ومناضلون
لم يمثل التصوف عائقا في اتخاذ مواقف إيجابية على المستوى السياسي، إذ كان بعض حكام المسلمين من المحسوبين على التصوف، مثل صلاح الدين الأيوبي حتى أنه عزز ذلك بإنشاء خانقاه للصوفية في عصره، كذلك كان الحال مع الظاهر بيبرس الذي أبدى دعمه للعارفين بالله في عصره وعلى رأسهم السيد البدوي، لكن تظل تجربة "الرباط الصوفي" كمنصات جهادية هي الأكثر دليلا على اندماج المتصوفة في الشأن العام والعمل النضالي، وفي فترة مبكرة عرفت الدول الإسلامية وخاصة في الشمال الافريقي فكرة "الرباط" التي تقوم على تجميع المجاهدين المدافعين عن الثغور، وطلبة العلم والزاهدين، ويعرف الرباط أيضا "بالزاوية" وفي العصر الحديث ظهرت بعض الشخصيات النضالية التي تحمل تلك الخلفية الصوفية الجهادية، وعلى رأسهم عمر المختار في ليبيا الذي انطلق عمله النضالي من زاوية تابعة للطريقة السنوسية في واحة جغبوب.
محمد القادري .. شيخ طريقة، شغوف بالطاقة والروح
يقدم محمد لطفي نفسه كخادم الطريقة القادرية العلية في مصر، وبعد سنوات من أخذ العهد من شيخه أصبح يحمل مسؤولية تمثيل الطريقة، إلا أن ذلك لم يوقف شغفه بالفلك وعلوم الطاقة والروحانيات الذي صاحبه منذ الصغر، يصف ذلك قائلا: "أقارن بين ما لدي من موروث إسلامي، وما تقدمه تلك العلوم من تفسيرات للخوارق والصفاء الروحي الذي يشعر به العارفون بالله".
يبلغ محمد لطفي (القادري) 30 سنة  وهو خريج معهد فني تجاري، وحاصل على إجازات شرعية في الحديث والفقه واللغة والأدب، كما تلقى دورات في البرمجة اللغوية العصبية والعلاج بالطاقة، وفي هذه الجزئية تحديدا يستدعي في حديثه العديد من النصوص والمأثورات الإسلامية التي تدعم وجهة نظره، يضرب مثلا بقصة عمر بن الخطاب مع سارية أحد قادة الفتوحات الإسلامية، حين نادي وهو يخطب بين الناس قائلا : "يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم، فقد ظلم"، وفي هذه اللحظة كان القائد سارية قد سمع النداء نفسه، وهما على بعد مئات الكيلومترات ويستخدم الكثيرون هذه القصة للتدليل على القدرة على التخاطر الذهني.  يستخدم القادري بعض المفاهيم مثل "الجلاء السمعي البصري"، ومفاهيم أخرى تداولها علم الباراسايكولوجي و البرمجة اللغوية العصبية، وذلك ليرى المفهوم الأقرب إليها في الموروث الصوفي مثل "الكشف " الذي ترفع فيه الحجب فيتلقى العارف بالله علما ومعرفة خبرات لا ينالها الآخرون. و يضيف مثالا آخر : "التربية الروحية قد تصنع خوارق، كأن تجد راهبا بوذيا يرتدي إزارا خفيفا في بيئة جليدية فوق جبال التبت، مثل هذه المشاهد سمعنا وقرأنا عن أشياء شبيهة بها في ميراثنا الصوفي، و الهدف من دراسة علوم الطاقة هو فهم ذلك في إطار علمي". هذا التوجه يتعرض لانتقادات من البعض الذي يرى في تلك العلوم وعلى رأسها علم "الريكي Reiki " أنها تجارب وافدة من حضارات غير اسلامية، وهو ما يرفضه محمد القادري تماما قائلا : "نحن لا نأخذ عقائد، بل علما .. حتى اليوم ما زلت أتذكر حلقة من برنامج الدكتور مصطفى محمود التي كانت عن اللمسة الشافية، وتقدم طبا بديلا، وأحزن حين أرى انتشار العلاج بالحجامة في الخارج ونحن ما زلنا لا نهتم به هنا في بلادنا رغم أصوله الإسلامية .. علينا ألا نخشى من تجارب الآخرين لأننا في النهاية سنجد ما هو قريب منها لدينا". أحد الخبرات التي تعلمها محمد القادري هو العلاج بالريكي )العلاج بالطاقة(، أي تحقيق التوافق في الطاقة الداخلية لجسم الانسان من خلال جلسات استشفاء وتدريبات تتم على يد المعالج، حاول القادري أن يدير هذه الجلسات بشكل إسلامي، فبينما يتعرض الشخص في الجلسات التقليدية لتدريبات مثل التنفس بشكل عميق، والتأمل، جرب محمد القادري طريقة أخرى تعتمد على ضبط الشهيق والزفير مع ذكر أسماء الله الحسنى وقراءة الفاتحة، في موقف شبيه بحلقات الذكر والحضرة الصوفية، وفي تدريبات أخرى يستبدل فكرة استحضار مشهد مبهج بصورة الكعبة المشرفة، يقول عن ذلك قائلا : "أذكر في هذا المقام مولانا زين العابدين علي ابن الحسين الذي كان إذا توضأ اصفر وجهه، وإذا قام إلى الصلاة ارتعد، وذلك لأنه يستحضر عظمة الله في قلبه، وهذا هو تأثير الجانب الروحي على الجانب الجسدي". استشار محمد القادري أحد المحامين من أبناء الطريقة في إمكانية استخدام هذا النوع من العلاج، فتأكد أنه غير مصرح به في مصر. هذا الاتجاه الإسلامي حتى الآن ليس شائعا في التعامل مع هذا النوع من العلوم والفنون، و هو يعلق على ذلك قائلا : "في نهاية سنوات عمره قدم الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله ذلك المزيج بين فنون التنمية البشرية ونماذج وأمثلة من الموروث الإسلامي، أما ما أطمح إليه هو أبعد من ذلك، أن أرى في موروثنا الصوفي طريقة علاجية دون أن أخجل من أن أستعير من علوم أخرى".
·       الريكي Reiki
هي كلمة من شقين (ري) : الطاقة الكونية، و (كي) : الطاقة الشخصية ، وهو علم ياباني من أصول صينية، يهدف إلى تحقيق التوافق الداخلي عبر تدريبات، واستخدام اليدين في علاج أماكن محددة، أو عبر جلسات تأمل تحقق الصفاء الذهني، وتخفف التوتر، وتشفي الآلام. والريكي من أشكال الطب البديل، ويعتمد على افتراض وجود سبعة مراكز للطاقة في جسم الإنسان، وأن انسداد مسارات الطاقة في الجسم يسبب الأمراض النفسية والجسدية.
·        البرمجة اللغوية العصبية
مجموعة من الطرق والمناهج التي تساعد على حل بعض الأزمات النفسية والسلوكية، من أجل تحقيق حياة ناجحة، وتساعد على استخدام العقل بشكل أفضل، كما تعمل هذه التدريبات والطرق على عدم الاستسلام لبرمجة العقل على أداء معين وطرق استجابة واحدة، بل على إعادة برمجة استجابة الإنسان للمواقف بشكل أكبر.
·       العلاج بالاسترخاء
يعتمد هذا العلاج على تلك العلاقة بين التوتر النفسي والتوتر العضلي، كما يعتمد على محاربة التوتر عن طريق استرخاء أعضاء الجسم، وبتدريبات يلقنها مدرب في بداية الجلسة هدفها تحقيق الصفاء الذهني.

PDF

1 comment:

  1. السلام عليكم
    شكرا على كتابك الممتعة و المتميزة و لكن تنويه فقط
    عن ما ذكرة الصوفى الثالت عن علوم الطاقة ما أعلمه أن هذا علم زائف أو Pseudoscience.

    أى أنها لا تتبع النهج أو الطريق العلمية فى إثبات نتائجها, أى لا تنتهج منهج الطب الحديث (modern medicine).

    لذلك يجب التحذير من هذه العلم الزائف لأنها قد تضر أكثر مما تنفع.

    ReplyDelete