Sunday, July 8, 2012

الزعماء في مرآة الانترنت

كتب – عبدالرحمن مصطفى

"من "البوب " الي شباب تويتر و فيس بوك: أزداد شبابًا بكم"، هذه الجملة التي كتبها الدكتور محمد البرادعي على حسابه في موقع تويتر للتدوينات القصيرة "تويتر"، هي التطور الأخير لصورته على الانترنت، وطوال الفترة الماضية أطلق عليه مديرو الصفحات الداعمة له على الانترنت هذا اللقب المتداول بين الشباب، في إشارة إلى زعامته.. ورغم هذه الروح الساخرة إلا أن رصانة البرادعي لم تتلاشى في التدوينات القصيرة التالية، بل لم يعد غريبا على شخصية مثل محمد يسري سلامة أحد مؤسسي حزب الدستور والمستقيل من حزب النور السلفي، أن يكتب هو الأخر على تويتر قبل أيام جملة مثل " بس البوب جامد، هو ريس لوحده كده من غير رئاسة". وبعيدا عن هذه التعبيرات الطريفة التي استخدمها مؤيدو البرادعي فهناك صورة أخرى تتكرر في المجموعات الداعمة له على شبكة فيسبوك الاجتماعية، عن "الزعيم الذي لم تسمع الأمة أراؤه"، ويتكرر ذلك بنقل مساهمات أعضاء هذه الصفحات مثل صفحة "أنا البرادعي" التي نقلت مؤخرا عن أحد أعضائها : البرادعي مش لازم ينزل اعتصام عشان يقول موقفه..الراجل موقفه معلن من بعد الثورة بأيام واظن الأيام أثبتت صحة موقفه..". وإمعانا في التأكيد على ذلك يتبادل مستخدمو الانترنت أقوالا قديمة للبرادعي في مواقف سياسية للتأكيد على نظرته الثاقبة. هذا الاهتمام بتأكيد الأنصار على قوة أراء السياسي الذي يدعمونه يتكررأيضا مع الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل فمن بين عشرات الصفحات الداعمة له على فيسبوك تتفرغ صفحة كاملة لجمع أقوال الشيخ حازم، ويجد الزائر نفس النبرة في ملصقات الكترونية، إحداها يقول: "العسكر ثعالب وذئاب" وأسفلها "ياريتنا سمعنا كلامك". وكذلك يتشابه التعامل مع النبرة الشبابية والشعبية مثلما هو الحال مع البرادعي، إذ لا تستنكر شريحة من أنصار الشيخ حازم استخدام لقب "ولاد أبو اسماعيل" رغم أنه مستعار من فيلم بوحة الشهير. وتعد إحدى أهم الأدوات التي يستخدمها مؤيدو القادة السياسيين لإشاعة فكرة كثرة عددهم، هو نسبهم إلى اسم السياسي، مثل : البرادعوية، حازمون، فاتحون، ما يعطي زخما لهذه الزعامات على الانترنت.
وفي الجهة الأخرى تلعب الصفحات المؤيدة للرئيس المخلوع مبارك نفس اللعبة حين تستعير بعض أقواله وتنشرها في ملصقات الكترونية بين الصفحات المؤيدة له، الا أن الاهتمام الأكبر في مجموعات مثل "انا آسف يا ريس"، "الأغلبية الصامتة" ينصب على نشر الأخبار بصورة أكبر.
PDF


No comments:

Post a Comment