يدير أحمد فودة مخبزا ومحلا لبيع الحلويات. كان يكتفى فقط منذ بداية شهر رمضان بمراقبة صخب التجار وما أقامه بعضهم من سرادقات وخيام غيرت ملامح الشوارع، أما الآن فقد حان موعد المشاركة ورفع خيمة لعرض منتجاته من كعك العيد. يقول فودة: «لا أنصب الخيمة حول المحل سوى فى هذه الفترة تقريبا، أى فى الأسبوع الأخير من شهر رمضان». يقول هذه العبارة فى نفس التوقيت، الذى تستعد فيه محال بيع الياميش والبلح لفض سرادقاتها وإزالة قماش الخيامية، الذى يزين مداخلها كى تتسلم منها الراية محال بيع كعك العيد. يقع المحل الذى يديره أحمد فودة فى سوق التوفيقية بوسط المدينة، ومن حوله ابتكر بعض أصحاب محال قطع الغيار المنتشرة طريقة للتعبير عن تآلفهم مع أجواء رمضان فى صنع ما يشبه (البوابة) على رأس الشارع، أقاموها على أعمدة خشبية وقماش الخيامية، أما فودة فكان الهدف من إقامة سرادقه الصغير دعائيا جدا، حيث اعتاد فى كل عام على إتمام مجموعة من الإجراءات لإقامة سرادقه، ويقول: «حين أطلب التصريح من الحى لعرض منتجاتى أمام المحل فى هذه المناسبة يأتى موظفون لأخذ المقاييس، التى ستحدد مساحة عرض منتجاتى أسفل الخيمة، وعن نفسى فقد اخترت أن تكون مدة العرض عشرة أيام فقط». حسبما يذكر فإن قيمة التأجير من الحى فى متناول التاجر العادى، ولا تتجاوز جنيهين للمتر فى اليوم الواحد. لكن هذه الإجراءات التى يتحدث عنها كشفت سر تحفظ البعض عن التحدث عن خيامهم، التى رفعوها بشكل عفوى. خاصة أن بعض أصحاب المحال أصبحوا يحرصون على امتلاك قماش الخيامية الشهير، الذى يسهل رفعه على أعمدة خشبية لبث أجواء الفرح لدى المارة، إلا أن البعض الآخر يلجأ إلى محال الفراشة، التى تقيم السرادقات والحفلات الدينية كى تقوم بهذه المهمة.
أحد العاملين فى مجال الفراشة هو الحاج حسن جمعة، الذى يدير محلا للفراشة فى منطقة بولاق أبوالعلا المجاورة، يقدم نفسه على أنه يعمل كمتعهد فنادق وحفلات دينية، لذا تكون إقامة السرادقات وواجهات المحال من الخيام بمثابة نشاط جانبى. يقول الحاج حسن جمعة: «التعامل مع المحال فى هذه الفترة أو فى الفترات الشبيهة مثل المولد النبوى هو عمل موسمى، لذا يكون التأجير مقابل 200 إلى 400 فى اليوم حسب نوع السرادق، الذى يختاره صاحب المحل». أما النقطة الأهم بالنسبة إليه فهى التأكد من وجود تصريح لدى صاحب المحل كى لا تصادر خيامه أثناء إحدى الضبطيات. بالعودة إلى أحمد فودة فقد تأكد له بعد أن خاض تجربة التعامل مع محال الفراشة أن الأوفر هو شراء قماش الخيامية، ويقول معلقا: «هذه الخيمة والأعمدة التى ترفعها كلها قد لا تتكلف 3000 جنيه، وهى قيمة تأجير فترة أقل من شهر لأى محل. فماذا يجبرنى على تكرار هذه التجربة؟».
يتبع محل أحمد فودة حى عابدين، حيث تجاوره مناطق تجارية أخرى متعددة، ويعلق اللواء خليل غازى رئيس حى عابدين قائلا: «فى هذه الفترة من ألسنة تبرز بعض الأنشطة مثل عمل الكنافة والقطايف فى الشارع أو عرض الكعك قرب نهاية رمضان مما يغير شكل الأنشطة، لكن الملاحظ بصورة عامة أن نسبة المخالفات تقل من عام إلى عام فى هذه الفترة من السنة، وتزيد نسبة الالتزام بإصدار التصاريح اللازمة، وهو ما يدعو إلى التفاؤل».
بعض المحال تلصق صورة من هذا التصريح على واجهة المحل للتأكيد على شرعيتهم، وهو ما فعله فودة صاحب منتجات الكعك. فى هذه الأجواء حين تتحول التجارة إلى مشهد احتفالى، قد يصدق التعبير الذى أطلقه باحث الانثروبولوجى الأمريكى «والتر ارمبروست» المهتم بدراسة الثقافة الشعبية المصرية حين صك مصطلح Christmas-ization of Ramadan أى تحويل رمضان إلى ما يشبه موسم الكريسماس فى الغرب، بما يصاحبه من أجواء احتفالية، إلا أن هذا التشبيه أسقط من حساباته تجاور المظاهر الدينية فى شوارع القاهرة بحيث تنافس سرادقات التجار وخيامهم.
أحد العاملين فى مجال الفراشة هو الحاج حسن جمعة، الذى يدير محلا للفراشة فى منطقة بولاق أبوالعلا المجاورة، يقدم نفسه على أنه يعمل كمتعهد فنادق وحفلات دينية، لذا تكون إقامة السرادقات وواجهات المحال من الخيام بمثابة نشاط جانبى. يقول الحاج حسن جمعة: «التعامل مع المحال فى هذه الفترة أو فى الفترات الشبيهة مثل المولد النبوى هو عمل موسمى، لذا يكون التأجير مقابل 200 إلى 400 فى اليوم حسب نوع السرادق، الذى يختاره صاحب المحل». أما النقطة الأهم بالنسبة إليه فهى التأكد من وجود تصريح لدى صاحب المحل كى لا تصادر خيامه أثناء إحدى الضبطيات. بالعودة إلى أحمد فودة فقد تأكد له بعد أن خاض تجربة التعامل مع محال الفراشة أن الأوفر هو شراء قماش الخيامية، ويقول معلقا: «هذه الخيمة والأعمدة التى ترفعها كلها قد لا تتكلف 3000 جنيه، وهى قيمة تأجير فترة أقل من شهر لأى محل. فماذا يجبرنى على تكرار هذه التجربة؟».
يتبع محل أحمد فودة حى عابدين، حيث تجاوره مناطق تجارية أخرى متعددة، ويعلق اللواء خليل غازى رئيس حى عابدين قائلا: «فى هذه الفترة من ألسنة تبرز بعض الأنشطة مثل عمل الكنافة والقطايف فى الشارع أو عرض الكعك قرب نهاية رمضان مما يغير شكل الأنشطة، لكن الملاحظ بصورة عامة أن نسبة المخالفات تقل من عام إلى عام فى هذه الفترة من السنة، وتزيد نسبة الالتزام بإصدار التصاريح اللازمة، وهو ما يدعو إلى التفاؤل».
بعض المحال تلصق صورة من هذا التصريح على واجهة المحل للتأكيد على شرعيتهم، وهو ما فعله فودة صاحب منتجات الكعك. فى هذه الأجواء حين تتحول التجارة إلى مشهد احتفالى، قد يصدق التعبير الذى أطلقه باحث الانثروبولوجى الأمريكى «والتر ارمبروست» المهتم بدراسة الثقافة الشعبية المصرية حين صك مصطلح Christmas-ization of Ramadan أى تحويل رمضان إلى ما يشبه موسم الكريسماس فى الغرب، بما يصاحبه من أجواء احتفالية، إلا أن هذا التشبيه أسقط من حساباته تجاور المظاهر الدينية فى شوارع القاهرة بحيث تنافس سرادقات التجار وخيامهم.
No comments:
Post a Comment