كتب - عبدالرحمن مصطفى
تؤمن علياء عزت بأن عليها مسئولية اجتماعية فى نقل المعرفة السليمة إلى الشارع، وأن عليها من الآن الحفاظ على مكاسب الثورة التى شاركت فيها طوال الأسابيع الماضية، وتعلق قائلة: «هو مجرد إحساس بالمسئولية الاجتماعية، لكن بعد نجاح الثورة أصبح هناك عبء آخر وهو ما أفكر فيه حاليا». تعمل علياء عزت ــ تم تغيير الاسم بناء على رغبتها ــ كصحفية فى إحدى الصحف القومية ولم يكن متاحا لها فى أى وقت أن تعبر عن آرائها طوال الفترة الماضية، كما توضح: «ليس متاحا لى كتابة مقالات الرأى، وأعمل فى مؤسسة كانت ضد الثورة فى بدايتها، وأرى أن المعركة الحقيقية كانت فى الشارع». فى يوم الاشتباك الدامى بميدان التحرير المعروف بمعركة الجمل (2 فبراير)، كانت علياء تدير معركة أخرى فى الحى الشعبى الذى تسكن فيه حين فوجئت بمنشورات مكتوبة باحترافية ضد الثورة يتم إلصاقها على أبواب المحال، وبدأت فى استكمال دورها فى الشارع، وتشرح قائلة: «نجحت فى إثناء بعضهم عن لصق المنشورات على محالهم، لكن نلت نصيبى من أحد أمناء الشرطة حين تهجم علىَّ بشكل وقح». هذه المهمة التى اختارتها علياء كانت تقوم بها أحيانا وسط محال الحى والمقاهى الشعبية وفى المواصلات العامة، لدحض الإشاعات التى كانت تذاع فى ذلك الوقت، أما اليوم فتفكر فى استراتيجيات جديدة للمرحلة القادمة. ووسط صعود نجم مجموعات الشباب من «قادة ثورة 25 يناير» حسب وصف الإعلام لهم، فإن علياء وزملاءها يكتفون الآن بأن يظلوا ضمن رُسُل الثورة المجهولين مع التأكيد على أن رسالتهم لم تنته بعد، خاصة أن المعارك لم تكن فقط فى الشارع مثلما كانت تواجهها علياء، بل أيضا على شبكة الفيسبوك الاجتماعية.. هناك كانت صديقتها عبر الإنترنت ــ جيلان الشافعى ــ طالبة الفرقة الثالثة بكلية الحقوق فى جامعة الإسكندرية تدير معركة أخرى أثناء اشتعال مدينة الإسكندرية بالمظاهرات بعد 25 يناير حتى تنحى مبارك، تقول: «رغم اشتعال الإسكندرية بالأحداث إلا أن ميدان التحرير كان أمام أعيننا وكنت على اتصال بأصدقاء هناك لنقل المعلومات، وفى الوقت نفسه كنت أدخل فى مواجهات مع غير الراضين عن الثورة». مؤخرا اكتشفت جيلان أنها فقدت نحو 7 أفراد من قائمة الأصدقاء على فيس بوك بعد نقاشات المرحلة الماضية، تقول جيلان: «ما اكتشفته أن حدة النقاش والتعنت لم تكن مع شباب الحزب الوطنى والموالين للنظام بقدر ما كانت مع الأفراد العاديين الذين أصابهم الذعر، ولم تكن الرؤية والأهداف من هذا العمل واضحة أمامهم، كانوا يكتفون بترديد عبارات دون نقاش، وهو أمر منهك حين كنت أدخل فى جدل لعدة ساعات يوميا، خاصة أن كل كلمة أكتبها فى الفيس بوك أو خبر أنقله من أصدقائى فى ميدان التحرير أو الإسكندرية كان يجتذب تعليقات ونقاشات جديدة». كانت جيلان فى العامين الماضيين قد شاركت فى أنشطة بكليتها مثل نماذج محاكاة جامعة الدول العربية والكونجرس الأمريكى، وهو ما جعلها تكون صداقات من شباب أعضاء فى الحزب الوطنى وأعضاء فى حركات احتجاجية على السواء كما انضمت إلى الوقفات التى جرت للتضامن مع قضية خالد سعيد فى الأشهر الماضية، لكن كانت النقاشات الأكثر سخونة مع أصدقائها التقليديين غير المهتمين بالسياسة، خاصة مع الإشاعات التى تم ترويجها عن المتظاهرين فى البداية. فى اعتقاد كل من علياء وجيلان أن دورهما لم ينته بعد، هذا ما يتحدثان فيه الآن عن كيفية استمرار أهداف الثورة. علياء تعلن صراحة أن تعرضها للضرب والمبيت فى الميدان وخلافاتها فى العمل ومع الجيران لا يجب أن تضيع هباء، بينما ترى جيلان أن التواصل مع الناس فى الفترة المقبلة لحمل رسالة الثورة يجب ألا يتوقف لكن بشكل مختلف. و ترى الدكتورة جيهان رشتى ــ الأستاذة فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة ــ أن محاولات بعض الشباب المتحمسين لنقل أهداف الثورة إلى من هم ليسوا على وعى بها أو إلى من ليسوا على قدر كاف من المعلومات حول ما يحدث من تغييرات، هى مهمة يشترط فيها عاملان تذكرهما: «أولهما القدرة على الوصول إلى المعلومة الصحيحة وسط ضبابية المعلومات وحدوث تسريبات أحيانا ما تكون غير حقيقية، الأمر الآخر هو مدى مصداقية هؤلاء الشباب فى المحيط الذى يقومون فيه بهذه المهمة».تلك التفاصيل لم تشغل فقط علياء عزت وصديقتها جيلان الشافعى بل كان ذلك هو السبب نفسه الذى جمع شبابا آخرين التقوا فى مجموعة إلكترونية على الفيسبوك تحت اسم «احتجاج» كانوا ينقلون عبرها تفاصيل الميدان وتوجيه إرشادات لزملائهم ودحض الإشاعات الحكومية. و بعد قرار تنحى مبارك بعدة أيام قرر بعض أعضاء المجموعة استمرار العمل للحفاظ على ما أنتجوه معا، وفى مركز دعم للتنمية التقى بعضهم للمرة الأولى. أدار أحمد بهجت- الناشط الحقوقى ــ جلسة ضمت الجميع والهدف هو ألا تضيع الروح التى جمعتهم فى الفترة الماضية، يقول: «جمعتنا مجموعة الكترونية على الفيس بوك حيث كنا نتبادل المعلومات ونتناقش ونرد الشائعات، واليوم نجلس لنفكر فى كيفية الحفاظ على نجاح الثورة». فى الجلسة الأولى، التى ضمت المرشد السياحى والطبيب والطالب والناشط الحقوقى، كان الجميع يعرضون أفكارهم ومهاراتهم وكيفية دعم الثورة وتحريك ما يحدث من تغيير عبر نشاط على الانترنت أو على أرض الواقع بالتشبيك مع المجتمع المدنى بهدف التوعية. وانقسم الحضور إلى مجموعات عمل تدير اجتماعاتها فيما بعد. وهناك العديد من المجموعات التى تتناقش الآن حول كيفية الاستمرار فى الفترة القادمة والحفاظ على مكاسب الشعب.أما علياء عزت وصديقتها جيلان الشافعى فقد اختارتا أن تديرا المرحلة القادمة حسب إمكانياتهما الفردية، اختارت علياء الصحفية ودارسة الإعلام أن تقدم للناس تفسيرات لما يحدث حولهم بشكل تطوعى، قائلة: «فى مشروع تخرجى فى الجامعة كنت أدير حملة توعية بين المقاهى الشعبية، وأثناء عملى كثيرا ما أحتك بالشارع، لذا فالأمر ليس غريبا، سأحاول أن أتواصل مع الناس داخل المقاهى أو أن أستهدف قادة الرأى فى الأحياء الشعبية لأحدثهم عن أهمية التغييرات التى تجرى الآن حتى إن كانوا لم يشاركوا فى الثورة أو كانوا ضدها.. وأن عليهم استغلال الفرصة الآن للتغيير». تراهن علياء أن صدقها هو الذى سيحكم بنجاح التجربة التى تنوى البدء فيها من الآن. أما جيلان الشافعى ــ طالبة الحقوق المقيمة فى مدينة الإسكندرية ــ فلم تفقد حماسها خاصة حين وجدت أحد زملائها يتناقش معها فى الموضوع نفسه فقررا التالى حسب عباراتها: «نحن طلبة حقوق، ونحن أولى بأن ندرك معنى تعطيل العمل بالدستور وكل تعديل يجرى عليه، خاصة حين نجد زملاء لنا يتحدثون معنا بصفتنا مرجع، وهو ما نفكر فيه الآن أن نكون على اتصال بأساتذتنا كى نفهم منهم جيدا وننقل الصورة سليمة لمن حولنا». إلى جانب هذا تنتظر جيلان العودة للجامعة بروح جديدة بعيدا عن ما كان يعيب انتخابات اتحادات الطلبة من عيوب تتمنى إصلاحها قريبا.
PDF
تؤمن علياء عزت بأن عليها مسئولية اجتماعية فى نقل المعرفة السليمة إلى الشارع، وأن عليها من الآن الحفاظ على مكاسب الثورة التى شاركت فيها طوال الأسابيع الماضية، وتعلق قائلة: «هو مجرد إحساس بالمسئولية الاجتماعية، لكن بعد نجاح الثورة أصبح هناك عبء آخر وهو ما أفكر فيه حاليا». تعمل علياء عزت ــ تم تغيير الاسم بناء على رغبتها ــ كصحفية فى إحدى الصحف القومية ولم يكن متاحا لها فى أى وقت أن تعبر عن آرائها طوال الفترة الماضية، كما توضح: «ليس متاحا لى كتابة مقالات الرأى، وأعمل فى مؤسسة كانت ضد الثورة فى بدايتها، وأرى أن المعركة الحقيقية كانت فى الشارع». فى يوم الاشتباك الدامى بميدان التحرير المعروف بمعركة الجمل (2 فبراير)، كانت علياء تدير معركة أخرى فى الحى الشعبى الذى تسكن فيه حين فوجئت بمنشورات مكتوبة باحترافية ضد الثورة يتم إلصاقها على أبواب المحال، وبدأت فى استكمال دورها فى الشارع، وتشرح قائلة: «نجحت فى إثناء بعضهم عن لصق المنشورات على محالهم، لكن نلت نصيبى من أحد أمناء الشرطة حين تهجم علىَّ بشكل وقح». هذه المهمة التى اختارتها علياء كانت تقوم بها أحيانا وسط محال الحى والمقاهى الشعبية وفى المواصلات العامة، لدحض الإشاعات التى كانت تذاع فى ذلك الوقت، أما اليوم فتفكر فى استراتيجيات جديدة للمرحلة القادمة. ووسط صعود نجم مجموعات الشباب من «قادة ثورة 25 يناير» حسب وصف الإعلام لهم، فإن علياء وزملاءها يكتفون الآن بأن يظلوا ضمن رُسُل الثورة المجهولين مع التأكيد على أن رسالتهم لم تنته بعد، خاصة أن المعارك لم تكن فقط فى الشارع مثلما كانت تواجهها علياء، بل أيضا على شبكة الفيسبوك الاجتماعية.. هناك كانت صديقتها عبر الإنترنت ــ جيلان الشافعى ــ طالبة الفرقة الثالثة بكلية الحقوق فى جامعة الإسكندرية تدير معركة أخرى أثناء اشتعال مدينة الإسكندرية بالمظاهرات بعد 25 يناير حتى تنحى مبارك، تقول: «رغم اشتعال الإسكندرية بالأحداث إلا أن ميدان التحرير كان أمام أعيننا وكنت على اتصال بأصدقاء هناك لنقل المعلومات، وفى الوقت نفسه كنت أدخل فى مواجهات مع غير الراضين عن الثورة». مؤخرا اكتشفت جيلان أنها فقدت نحو 7 أفراد من قائمة الأصدقاء على فيس بوك بعد نقاشات المرحلة الماضية، تقول جيلان: «ما اكتشفته أن حدة النقاش والتعنت لم تكن مع شباب الحزب الوطنى والموالين للنظام بقدر ما كانت مع الأفراد العاديين الذين أصابهم الذعر، ولم تكن الرؤية والأهداف من هذا العمل واضحة أمامهم، كانوا يكتفون بترديد عبارات دون نقاش، وهو أمر منهك حين كنت أدخل فى جدل لعدة ساعات يوميا، خاصة أن كل كلمة أكتبها فى الفيس بوك أو خبر أنقله من أصدقائى فى ميدان التحرير أو الإسكندرية كان يجتذب تعليقات ونقاشات جديدة». كانت جيلان فى العامين الماضيين قد شاركت فى أنشطة بكليتها مثل نماذج محاكاة جامعة الدول العربية والكونجرس الأمريكى، وهو ما جعلها تكون صداقات من شباب أعضاء فى الحزب الوطنى وأعضاء فى حركات احتجاجية على السواء كما انضمت إلى الوقفات التى جرت للتضامن مع قضية خالد سعيد فى الأشهر الماضية، لكن كانت النقاشات الأكثر سخونة مع أصدقائها التقليديين غير المهتمين بالسياسة، خاصة مع الإشاعات التى تم ترويجها عن المتظاهرين فى البداية. فى اعتقاد كل من علياء وجيلان أن دورهما لم ينته بعد، هذا ما يتحدثان فيه الآن عن كيفية استمرار أهداف الثورة. علياء تعلن صراحة أن تعرضها للضرب والمبيت فى الميدان وخلافاتها فى العمل ومع الجيران لا يجب أن تضيع هباء، بينما ترى جيلان أن التواصل مع الناس فى الفترة المقبلة لحمل رسالة الثورة يجب ألا يتوقف لكن بشكل مختلف. و ترى الدكتورة جيهان رشتى ــ الأستاذة فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة ــ أن محاولات بعض الشباب المتحمسين لنقل أهداف الثورة إلى من هم ليسوا على وعى بها أو إلى من ليسوا على قدر كاف من المعلومات حول ما يحدث من تغييرات، هى مهمة يشترط فيها عاملان تذكرهما: «أولهما القدرة على الوصول إلى المعلومة الصحيحة وسط ضبابية المعلومات وحدوث تسريبات أحيانا ما تكون غير حقيقية، الأمر الآخر هو مدى مصداقية هؤلاء الشباب فى المحيط الذى يقومون فيه بهذه المهمة».تلك التفاصيل لم تشغل فقط علياء عزت وصديقتها جيلان الشافعى بل كان ذلك هو السبب نفسه الذى جمع شبابا آخرين التقوا فى مجموعة إلكترونية على الفيسبوك تحت اسم «احتجاج» كانوا ينقلون عبرها تفاصيل الميدان وتوجيه إرشادات لزملائهم ودحض الإشاعات الحكومية. و بعد قرار تنحى مبارك بعدة أيام قرر بعض أعضاء المجموعة استمرار العمل للحفاظ على ما أنتجوه معا، وفى مركز دعم للتنمية التقى بعضهم للمرة الأولى. أدار أحمد بهجت- الناشط الحقوقى ــ جلسة ضمت الجميع والهدف هو ألا تضيع الروح التى جمعتهم فى الفترة الماضية، يقول: «جمعتنا مجموعة الكترونية على الفيس بوك حيث كنا نتبادل المعلومات ونتناقش ونرد الشائعات، واليوم نجلس لنفكر فى كيفية الحفاظ على نجاح الثورة». فى الجلسة الأولى، التى ضمت المرشد السياحى والطبيب والطالب والناشط الحقوقى، كان الجميع يعرضون أفكارهم ومهاراتهم وكيفية دعم الثورة وتحريك ما يحدث من تغيير عبر نشاط على الانترنت أو على أرض الواقع بالتشبيك مع المجتمع المدنى بهدف التوعية. وانقسم الحضور إلى مجموعات عمل تدير اجتماعاتها فيما بعد. وهناك العديد من المجموعات التى تتناقش الآن حول كيفية الاستمرار فى الفترة القادمة والحفاظ على مكاسب الشعب.أما علياء عزت وصديقتها جيلان الشافعى فقد اختارتا أن تديرا المرحلة القادمة حسب إمكانياتهما الفردية، اختارت علياء الصحفية ودارسة الإعلام أن تقدم للناس تفسيرات لما يحدث حولهم بشكل تطوعى، قائلة: «فى مشروع تخرجى فى الجامعة كنت أدير حملة توعية بين المقاهى الشعبية، وأثناء عملى كثيرا ما أحتك بالشارع، لذا فالأمر ليس غريبا، سأحاول أن أتواصل مع الناس داخل المقاهى أو أن أستهدف قادة الرأى فى الأحياء الشعبية لأحدثهم عن أهمية التغييرات التى تجرى الآن حتى إن كانوا لم يشاركوا فى الثورة أو كانوا ضدها.. وأن عليهم استغلال الفرصة الآن للتغيير». تراهن علياء أن صدقها هو الذى سيحكم بنجاح التجربة التى تنوى البدء فيها من الآن. أما جيلان الشافعى ــ طالبة الحقوق المقيمة فى مدينة الإسكندرية ــ فلم تفقد حماسها خاصة حين وجدت أحد زملائها يتناقش معها فى الموضوع نفسه فقررا التالى حسب عباراتها: «نحن طلبة حقوق، ونحن أولى بأن ندرك معنى تعطيل العمل بالدستور وكل تعديل يجرى عليه، خاصة حين نجد زملاء لنا يتحدثون معنا بصفتنا مرجع، وهو ما نفكر فيه الآن أن نكون على اتصال بأساتذتنا كى نفهم منهم جيدا وننقل الصورة سليمة لمن حولنا». إلى جانب هذا تنتظر جيلان العودة للجامعة بروح جديدة بعيدا عن ما كان يعيب انتخابات اتحادات الطلبة من عيوب تتمنى إصلاحها قريبا.
No comments:
Post a Comment