الخميس 10 سبتمبر 2009 2:02 م
عبدالرحمن مصطفى
خطوات بسيطة يعرفها الداعية الدكتور أمير صالح تمكنه من جمع آلاف الجنيهات فى جلسة تبرع واحدة، فبمجرد أن يقف وبيده الميكروفون معلنا على رواد المسجد هدف التبرع حتى تتوالى التبرعات بكل بساطة، أطلق على هذه الطريقة اسم «مزاد الرحمن» وتم اختبارها فى عدد من المساجد تلقى خلالها تبرعات لتزويج الفقراء والتبرع من أجل تجهيز المساجد.
يقول: «لابد من أن أؤمن بالهدف الذى أسعى إليه أولا وأن أنقل هذا الإيمان إلى المتبرعين.. والأهم أن يقتصر دورى على تحفيز الناس على التبرع دون مشاركتى فى مجلس إدارة المسجد أو جمع تبرعات». يبدأ الداعية بعرض الحالة وقيمة المبلغ المطلوب عارضا ميراث الصحابة فى عمل الخير مع توجيه العبارات المشجعة على التبرع إلى الجالسين أمامه. ويدير الجلسة كأنه مدير صالة مزادات محترف. فيستخدم عبارة «من يدخل مزادا مع الله؟؟!»، ويكرر عددا من الآيات فى فضل أهل الخير حتى يبدأ الجالسون فى التبرع، ويذكر كل متبرع اسمه وقيمة تبرعه، فيتلقى عبارات الاستحسان من الداعية القابض على الميكروفون. وتتنوع التبرعات بدءا من خمسمائة جنيه حتى 20 ألف جنيه فى المرة الواحدة للمتبرع، كل حسب طاقته. ولا يتوقف الداعية إلا بعد أن يستنفد جميع محاولاته لإثارة حماس رواد المسجد على أمل أن يوفى كل متبرع قيمة تبرعه فيما بعد إلى لجنة الزكاة بالمسجد.
يؤكد الدكتور أمير صالح أنه يحاول قدر الإمكان البعد عن إحراج رواد المسجد، ويقول «نرفع الحرج عن الحضور إذا ما أراد أحدهم أن يخفى مبلغ تبرعه، وعن نفسى لا أتعمد النظر فى عيون الجالسين أو الإلحاح عليهم، يكفى أن أحدد لهم الهدف العام وتوضيح أن المساهمات البسيطة وكثرة عدد المتبرعين ستحقق هذا الهدف، وليس الهدف جمع الأموال أو تخزينها». وإلى جانب عمله فى مجال العلاج الطبيعى يرأس الدكتور أمير صالح الجمعية الأمريكية للعلوم التقليدية، كذلك هو أحد الوجوه المألوفة فى البرامج ذات الطابع الإسلامى، وجاءت فكرة مزاد الرحمن كأحد الأنشطة الخيرية التى يتصدرها. ورغم اعترافه بأن الفكرة موجودة بالفعل فى المجتمعات الغربية وتتم على الهواء مباشرة على الفضائيات مع وجود عداد للتبرع يحكم التبرعات بشفافية، وأنها انتقلت إلى الفضائيات العربية إلا أنه يؤكد أن الفكرة لم تنتشر بعد فى المساجد.
الشيخ رمضان فضل ــ إمام مسجد قباء بحى حدائق القبة ــ كان أحد من استقبلوا هذه «المزادات» حيث نجح من خلال مزاد واحد فى جمع 70 ألف جنيه مساهمة فى قيمة سيارة نقل الموتى التابعة للمسجد، إلا أنه انضم إلى قائمة المتحفظين بعد تكرار «المزاد» وظهور عيوب هذه الطريقة فى التبرع وهو يوضح: «يقع الناس فى حرج حين يجدون أنفسهم فى مواجهة طلب التبرع على الملأ ومراقبة الآخرين لقيمة تبرعاتهم والتزامهم السداد أمام رواد المسجد».
أحد المزادات التى أدارها الدكتور أمير صالح استخدم فيها مقارنات بين رواد المسجد الذى بدأ فيه مزاده ومسجد آخر فى حى ذى مستوى اقتصادى منخفض على أمل تشجيعهم على دخول «المزاد»، وهو ما أثار كبرياء بعض الحضور. يعلق الشيخ رمضان: «أغلب رواد المسجد استحسنوا الفكرة، لكن رأيى الشخصى أنه من الأفضل ألا تتكرر فى نفس المسجد منعا للحرج، وأن تدور بين المساجد الأخرى». ولا يرى الشيخ رمضان فى هذه الممارسة نوعا من التباهى بسبب التبرع العلنى. ويشرح: «لا حرج من التبرع العلنى، وقد كان فى سيرة الرسول والصحابة ما يؤيد ذلك ومن أشهر هذه الحوادث استجابة الخليفة عثمان بن عفان لدعوة الرسول (صلى الله عليه وسلم) من أجل تجهيز جيش العسرة الذى واجه متاعب كبيرة فى إعداده، والإسلام لا يمنع التبرع العلنى حيث يقول الله تعالى: «الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون».
أما الدكتور أمير صالح فإلى جانب اعتزازه بكونه على إحاطة بعلوم التنمية البشرية والقدرة على التأثير فى الآخرين فقد أرجع فكرة المزاد أيضا إلى أصل إسلامى قديم فى واقعة محددة حين شجع الرسول محمد، (صلى الله عليه وسلم)، الأنصار من أهل المدينة فى المسجد على دعم فقراء المهاجرين حين قال: «من كان عنده فضل مال فليعد به على من لا مال له، ومن كان عنده فضل زاد فليعد به على من لا زاد له، ومن كان عنده فضل ظهر ــ أى ركوبة ــ فليعد به على من لا ظهر له». بهذا النص اعتمد الداعية أمير صالح طريقته المبتكرة فى الدخول إلى المساجد وبدأ مزاده الذى يجريه على فترات حسب طلب مجالس إدارات المساجد التى يزورها على أمل أن يتحمس الناس لدعوته على اعتباره طرفا محايدا يزور المسجد لهذا الغرض.
عبدالرحمن مصطفى
خطوات بسيطة يعرفها الداعية الدكتور أمير صالح تمكنه من جمع آلاف الجنيهات فى جلسة تبرع واحدة، فبمجرد أن يقف وبيده الميكروفون معلنا على رواد المسجد هدف التبرع حتى تتوالى التبرعات بكل بساطة، أطلق على هذه الطريقة اسم «مزاد الرحمن» وتم اختبارها فى عدد من المساجد تلقى خلالها تبرعات لتزويج الفقراء والتبرع من أجل تجهيز المساجد.
يقول: «لابد من أن أؤمن بالهدف الذى أسعى إليه أولا وأن أنقل هذا الإيمان إلى المتبرعين.. والأهم أن يقتصر دورى على تحفيز الناس على التبرع دون مشاركتى فى مجلس إدارة المسجد أو جمع تبرعات». يبدأ الداعية بعرض الحالة وقيمة المبلغ المطلوب عارضا ميراث الصحابة فى عمل الخير مع توجيه العبارات المشجعة على التبرع إلى الجالسين أمامه. ويدير الجلسة كأنه مدير صالة مزادات محترف. فيستخدم عبارة «من يدخل مزادا مع الله؟؟!»، ويكرر عددا من الآيات فى فضل أهل الخير حتى يبدأ الجالسون فى التبرع، ويذكر كل متبرع اسمه وقيمة تبرعه، فيتلقى عبارات الاستحسان من الداعية القابض على الميكروفون. وتتنوع التبرعات بدءا من خمسمائة جنيه حتى 20 ألف جنيه فى المرة الواحدة للمتبرع، كل حسب طاقته. ولا يتوقف الداعية إلا بعد أن يستنفد جميع محاولاته لإثارة حماس رواد المسجد على أمل أن يوفى كل متبرع قيمة تبرعه فيما بعد إلى لجنة الزكاة بالمسجد.
يؤكد الدكتور أمير صالح أنه يحاول قدر الإمكان البعد عن إحراج رواد المسجد، ويقول «نرفع الحرج عن الحضور إذا ما أراد أحدهم أن يخفى مبلغ تبرعه، وعن نفسى لا أتعمد النظر فى عيون الجالسين أو الإلحاح عليهم، يكفى أن أحدد لهم الهدف العام وتوضيح أن المساهمات البسيطة وكثرة عدد المتبرعين ستحقق هذا الهدف، وليس الهدف جمع الأموال أو تخزينها». وإلى جانب عمله فى مجال العلاج الطبيعى يرأس الدكتور أمير صالح الجمعية الأمريكية للعلوم التقليدية، كذلك هو أحد الوجوه المألوفة فى البرامج ذات الطابع الإسلامى، وجاءت فكرة مزاد الرحمن كأحد الأنشطة الخيرية التى يتصدرها. ورغم اعترافه بأن الفكرة موجودة بالفعل فى المجتمعات الغربية وتتم على الهواء مباشرة على الفضائيات مع وجود عداد للتبرع يحكم التبرعات بشفافية، وأنها انتقلت إلى الفضائيات العربية إلا أنه يؤكد أن الفكرة لم تنتشر بعد فى المساجد.
الشيخ رمضان فضل ــ إمام مسجد قباء بحى حدائق القبة ــ كان أحد من استقبلوا هذه «المزادات» حيث نجح من خلال مزاد واحد فى جمع 70 ألف جنيه مساهمة فى قيمة سيارة نقل الموتى التابعة للمسجد، إلا أنه انضم إلى قائمة المتحفظين بعد تكرار «المزاد» وظهور عيوب هذه الطريقة فى التبرع وهو يوضح: «يقع الناس فى حرج حين يجدون أنفسهم فى مواجهة طلب التبرع على الملأ ومراقبة الآخرين لقيمة تبرعاتهم والتزامهم السداد أمام رواد المسجد».
أحد المزادات التى أدارها الدكتور أمير صالح استخدم فيها مقارنات بين رواد المسجد الذى بدأ فيه مزاده ومسجد آخر فى حى ذى مستوى اقتصادى منخفض على أمل تشجيعهم على دخول «المزاد»، وهو ما أثار كبرياء بعض الحضور. يعلق الشيخ رمضان: «أغلب رواد المسجد استحسنوا الفكرة، لكن رأيى الشخصى أنه من الأفضل ألا تتكرر فى نفس المسجد منعا للحرج، وأن تدور بين المساجد الأخرى». ولا يرى الشيخ رمضان فى هذه الممارسة نوعا من التباهى بسبب التبرع العلنى. ويشرح: «لا حرج من التبرع العلنى، وقد كان فى سيرة الرسول والصحابة ما يؤيد ذلك ومن أشهر هذه الحوادث استجابة الخليفة عثمان بن عفان لدعوة الرسول (صلى الله عليه وسلم) من أجل تجهيز جيش العسرة الذى واجه متاعب كبيرة فى إعداده، والإسلام لا يمنع التبرع العلنى حيث يقول الله تعالى: «الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون».
أما الدكتور أمير صالح فإلى جانب اعتزازه بكونه على إحاطة بعلوم التنمية البشرية والقدرة على التأثير فى الآخرين فقد أرجع فكرة المزاد أيضا إلى أصل إسلامى قديم فى واقعة محددة حين شجع الرسول محمد، (صلى الله عليه وسلم)، الأنصار من أهل المدينة فى المسجد على دعم فقراء المهاجرين حين قال: «من كان عنده فضل مال فليعد به على من لا مال له، ومن كان عنده فضل زاد فليعد به على من لا زاد له، ومن كان عنده فضل ظهر ــ أى ركوبة ــ فليعد به على من لا ظهر له». بهذا النص اعتمد الداعية أمير صالح طريقته المبتكرة فى الدخول إلى المساجد وبدأ مزاده الذى يجريه على فترات حسب طلب مجالس إدارات المساجد التى يزورها على أمل أن يتحمس الناس لدعوته على اعتباره طرفا محايدا يزور المسجد لهذا الغرض.
No comments:
Post a Comment